"المسك فاح لما ذكرنا رسول الله"، بصوت عذب داخل عربة مترو الأنفاق ردد ذلك الابتهال ثلاث فتيات وشاركهن عدد من الشباب، وسط إعجاب ومشاهدة الجالسين في العربة، وتصوير تلك الفقرة الفنية التي لاقى مقطع الفيديو الخاص بها على صفحة الفرقة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تفاعلا كبيرا وعدد مشاهدات تخطت حاجز الـ3 ملايين.
15 منشدا ومنشدة تجمعوا على مدح النبي بعد تخرجهم في مدرسة الإنشاد الديني وتعلم المقامات والموشحات، وفقًا لما قاله فرج سعيد، معلم الخط العربي، ومؤسس فرقة "الروضة للإنشاد والحفلات" بمجموعة شباب من أماكن ومحافظات مختلفة، متوسط أعمارهم من العشرينات وحتى الأربعينات.
كانت "فرقة الروضة" عائدة من إحدى حفلاتها بمنطقة المرج، ورغبة منهم في إسعاد الحاضرين داخل عربة المترو بدأوا يرددون ابتهال "المسك فاح"، ولم يتوقعوا أن يلقى كل هذا الترحيب والمتابعة والإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي.
مؤهلاتهم ووظائفهم وأعمارهم المختلفة لم تمنعهم في الصمود لمدة 3 سنوات منذ تكوين الفريق بجهودهم الذاتية حبًا في الإنشاد ورغبة في الظهور في الحفلات والموالد والمناسبات المختلفة، لتقديم الفن الذين يفضلونه، حسبما قال "فرج"، مضيفًا أن أغلب حفلات الفرقة تكون بدون أجر حتى الآن، ويدفعون أحيانًا أجر العازفين والموسيقيين من أموالهم الشخصية، حسبما قال صاحب الـ47 عامًا.
يأمل "فريق الروضة" في أن يجدوا دعمًا من وزارة الثقافة أو رجال الأعمال، ليكملوا ما بدأوه من 3 سنوات في تجميع الشباب على حب مدح النبي، وتوفير الإمكانيات التي تساعدهم على ذلك، وفقًا لما قاله مؤسس الفريق، مضيفًا أن بعضهم متزوج ويجتزأ من رزق أبنائه لسد احتياجات الفرقة.
يعتز الفريق بالحفلات التي قدموها وخاصة حفلة دار الأوبرا وأخرى في قصر الأمير طاز بالقرب من السيدة عائشة، لكن ما يؤرقهم صعوبة الاستمرار في ظل أنهم ينفقون أموالهم الشخصية نظير تقديم حفلاتهم.
تعليقات الفيسبوك