«ربيع»: الدنيا علمتنى أحسن من المدرسة
12 ساعة من العمل يومياً لا تكفيه، لكنها تنهك جسده النحيل، وتُشعره بآلام شديدة فى يديه جرّاء العدد الكبير من السيارات التى يقوم بغسلها يومياً فى إحدى محطات الوقود فى ميدان «الحصرى» فى 6 أكتوبر، والتى يعمل بها دون عائد شهرى منتظم. لم يتردد ربيع كامل، الشاب العشرينى، فى اتخاذ قرار بعدم استكمال دراسته، وخرج إلى سوق العمل مبكراً للإنفاق على أخواته البنات.
65 جنيهاً هى متوسط دخله يومياً من «الإكرامية» التى يحصل عليها من أصحاب السيارات، وهو مبلغ لم يكن يحلم بالحصول عليه بعد تخرجه: «أنا خدت الطريق من آخره وقلت بدل ما اتعلّم واقعد أدوّر على وظيفة بشهادتى أشتغل أى حاجة عشان أصرف على اخواتى التلاتة.. دول بنات وملهمش غيرى». «ربيع»، أحد أبناء محافظة الفيوم، قال إن العرف السائد فى بلدتهم هو «لازم الراجل يشتغل علشان يجوّز اخواته البنات»، مضيفاً: «العلم ليه ناسه».
عمل «ربيع» فى مهن كثيرة، الحدادة، والنجارة، وأخيراً غسيل السيارات، ومن خلال تعامله مع أصحاب الطبقة الراقية فى المجتمع تعلم الكثير: «أنا الأول ماكنتش أعرف أتكلم والناس ماكنتش بتحترمنى دلوقتى بقيت أتكلم وأربّى زبون للمكان.. الواحد طول ما هو عايش بيتعلم وأنا اتعلمت كتير». تعلم «ربيع» لهجات عربية من كثرة تعامله مع العرب بمدينة 6 أكتوبر، وهو ما أكسبه حب الناس له، كما أن خفة ظله جعلت الزبائن ترتبط به وتسأل عليه بالاسم. زيادة الأسعار حسب وصفه «جات على الغلابة»، متمنياً أن يأخذ قرضاً من الدولة أو تمويلاً لشراء محل: «حلم وربنا يقدرنى على تحقيقه».