في ذكري توليه.. الفقيه شمس الدين الإنبابي الإمام الـ 22 لمشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر - صورة أرشيفية
تحل اليوم ذكري تولي الإمام شمس الدين الأنبابي لمشيخة الأزهر الشريف، والذي يعد الإمام الـ 22 للجامع الأزهر.
ونشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي تقرير عن الإمام الأنبابي، وذلك عبر موقعها الرسمي، حيث قالت الدار أن الإمام الأنبابي هو شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الأنبابي إمام الفقيه الشافعي.
ولد الأنبابي بالقاهرة، ونسب إلى أنبابة، المعروفة الآن باسم إمبابة، ونسب إليها مع أنه مولود في القاهرة؛ لأن والده منها وعاش فيها فترة من حياته.
وبحسب الإفتاء، فبدأ الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- حياته بحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر الشريف، وتتلمذ على كبار مشايخه مثل: الإمام الباجوري، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفى البولاقي.
ولما استوعب علوم الأزهر أسرع كبار أساتذته إلى إجازته بالتدريس، فقد أجازه الإمام القويسني، والإمام الباجوري، والعلامة السقا، والإمام مصطفى العروسي، فتولى التدريس بالأزهر، ولفت إليه الأنظار لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حسن الإلقاء، ومن جودة التعبير، فكثر طلابه، واتسعت حلقته اتساعا كبيرا.
وكان والد الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي من كبار التجار، فورث الشيخ الإمام عنه حب التجارة، وهذا لم يمنعه من متابعة الدراسة والنبوغ فيها، ولهذا كانت له وكالة كبيرة لتجارة الأقمشة يشرف عليها مع اشتغاله بالدراسة والتدريس، وظلت هذه الوكالة بالغورية معروفة باسمه منسوبة إليه.
وتخرج على يد الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي طائفة من أعلام علماء الأزهر الشريف، منهم الإمام الشيخ حسونة النواوي، والإمام الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي، والإمام السيد علي الببلاوي، والإمام أبو الفضل الجيزاوي، وقد ولي كل منهم مشيخة الأزهر بعده، ومنهم أيضا الشيخ حسن الطويل، والشيخ محمد عبد الجواد القاياتي، وأخوه الشيخ أحمد، والشيخ عبد الله عليش المالكي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد أحمد حسين البولاقي، والشيخ عبد الرحمن قراعة.
تابعت الدار: كان الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي - رحمه الله - خيرا، سمح السجايا، كريم الأخلاق، لم ينل أحدا بسوء، بل كان يقابل السيئة بالحسنة، مشهورا بالتقوى والصلاح وحب الخير ومد يد المعونة للضعفاء والمحتاجي
وعين الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي رئيسا للشافعية بعد وفاة أستاذه الشيخ السقا، ولما كان يمتاز به الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي من سمعة طيبة وعلم غزير تم انتخابه أمينا لفتوى الشيخ العروسي.
وترك إمام الأزهر ثروة علمية قيمة في شتى العلوم والفنون المعروفة في عصره، فلم يكد يترك كتابا من الكتب الدراسية المشهورة إلا علق عليها بالشرح، أو الحاشية، أو التقرير.
وكما ترك ثروة مالية طائلة وقفها على الخير، فإنه ترك ثروة علمية واسعة كان فيها الخير كل الخير،
وتم تعيينه سنة 1881ميلاديا، شيخا للأزهر أثناء الثورة العرابية، ولم تطل مدة ولايته لمشيخة الأزهر في هذه الفترة؛ لأنه قدم استقالته إثر حوادث الثورة العرابية، وذلك لما لاحظ إقبال الخديوي توفيق على الإمام الشيخ المهدي العباسي
وبعد ذلك صدر قرار بإعادة تعيينه شيخا للأزهر، وظل قائما بالمشيخة تسع سنوات حتى استقال منها لما ضعفت صحته وأصيب بشلل فعين الخديوي الشيخ حسونة النواوي وكيلا له ليحمل عنه أعباء الأعمال، ولما قنط الشيخ الإمام من الشفاء قدم استقالته، فقبلها الخديوي مراعاة لحالته الصحية.
وبعد تقديم الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي استقالته عكف على قراءة كتب السنة الستة، وكتاب الشفاء للقاضي عياض في السيرة النبوية، وتوفي عام 1896م وكان عمره أربعة وسبعين عاما، وقد وقف مكتبته وما يملكه من عقار كثير على وجوه الخير، ودفن بقرافة المجاورين.