"خير وملتزم ومحبوب".. تفاصيل اللحظات الأخيرة لطبيب طنطا المتوفى أثناء عمله
الدكتور محمد عبد القادر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بطنطا
غيب الموت، اليوم، الدكتور محمد عبدالقادر عميرة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بطنطا، في أثناء عمله بمستشفى المنشاوي العام، وتفقده غرف حضانات الأطفال، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، تاركا طالبا في كلية الطب، وطالبة، وزوجة طبيبة تحاليل في كلية الطب بطنطا.
وكشف الدكتور محمد جابر، مدير مستشفى المنشاوي العام، التفاصيل الأخيرة في حياة الدكتور محمد عميرة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بطنطا، مبينا أن الطبيب الراحل حضر في الثامنة صباحا، وجلس مع زملائه في مكتب الحضور والانصراف نحو 10 دقائق كأنه يودعهم، ثم صعد إلى القسم وارتدى ملابس الوقاية من فيروس كورونا، وتفقد القاعة الأولى".
وأضاف "جابر": "ثم ذهب لتغيير الماسك والكمامة من أجل تفقد الأطفال في القاعة الثانية، وكان يمارس عمله بشكل طبيعي وفي الـ10 صباحا فوجئت بإبلاغي بالواقعة وسقوطه على الأرض داخل إحدى قاعات الحضانات، وتبدو عليه علامات زرقاء على وجهه، ونقل إلى غرفة العناية بشكل فوري، ووضع على جهاز التنفس الصناعي، وظلت المحاولات لأكثر من ساعتين لإنعاش القلب، ولكن باءت بالفشل".
وعبر مدير مستشفى المنشاوي العام، عن حزنه الشديد لوفاة الطبيب الراحل: "يبلغ من العمر 55 عاما، وجاء خبر وفاته كالصدمة علينا جميعا في مستشفى المنشاوي العام، وكان معروف بيننا بصاحب الابتسامة والأخلاق العالية، ومفيش طبيب ولا ممرضة ولا مريض تعامل معه إلا وأحبه".
وكشف " مدير مستشفى المنشاوي العام" أن الطبيب الراحل كان من الأطباء الملتزمين في مواعيد حضوره وانصرافه، وكان لا يغادر المستشفى قبل ان يمر على جميع غرق او قاعات حضانات الأطفال والإطمئنان عليهم، ومؤخرا تم عرض عليه تولى منصب رئيس قسم الأطفال المبتسرين في المستشفى لكنه رفض كونه لا يسعى للمناصب، الى جانب كان يعاني من مرض القلب والسكر، وانه منذ 3 أيام، طلب من إدارة المستشفى زيادة برنامج تدريب الأطباء المتدربين في برنامج الزمالة.
وأشار الدكتور محمد جابر، إلى أن الراحل كان حريصا على تقديم كل ما في وسعه لتطوير القسم بالمستشفى، والعمل على توسعته لاستقبال أكبر قدر مكن من الأطفال المبسترين، ولكن البنبة التحتية للمستشفى منعته من تحقيق ذلك، وأنشا جروب على "الواتس" يضم مجموعة من أطباء القسم بالمستشفى، يتبرعون بجزء من مرتباتهم بشكل شهري للقسم وتطوير الأجهزة الطبية به، كان منها جهاز يعالج الصفراء في 6 ساعات بدلا من يومين".
وأوضح "جابر" أن الدكتور محمد عبدالقادر عميرة، أصيب بفيروس كورونا منذ شهر تقريبا، وظل في عزل منزلى لمدة 14 يوما، وعاد للعمل منذ 10 أيام، ولديه أسرة من زوجة طبيبة تحاليل في كلية الطب، جامعة طنطا، و2 من الأبناء "شاب وفتاه" كليهما يدرس في جامعة 6 أكتوبر، والشاب طالب في كلية الطب.
من جانبها، نعت نقابة أطباء الغربية، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدة أنها تقدم يوميا شهيد جديد في الواجب والمهنة الطبية.
وقال الدكتور جرجس رزق الله، وكيل نقابة أطباء الغربية، أن النقابة تقدم واجب العزاء في الطبيب الشهيد، موضحا أن الأطباء يتعرضون الى ضغوط شديدة في العمل، ما يؤدي الى إزهاق أوراح البعض منهم، في أثناء تأدية عملهم، معلنا أن النقابة ستقيم حفل تأبين للشهداء في المجل الطبي، سواء شهداء كورونا أو غيرها.
وأوضح "رزق الله" أن النقابة تتشرف بالجهود المبذولة كافة، من الفرق الطبية للتخفيف المعاناة عن المرضى، خاصة في الجهد المبذول لمواجهة فيروس كورونا التي تحتاج العالم كله، ونهيب بكل المسؤولين من توفير أوجه الواقية للأطباء والفرق الطبي لحمياة خاصة، بعد زيادة نسب الوفاة، وندعو الشعب بصرورة الالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا، ما يقلل نسب الإصابة، بالتالي الضغط على المستشفيات والأطقم الطبية.
وكان اللواء هاني مدحت، مدير أمن الغربية، تلقى اخطارا بوفاة الطبيب محمد عبدالقادر عميرة، استشاري طب الأطفال وحدثي الولادة، في أثناء عمله داخل مستشفى المنشاوي العام بطنطا.
وعلى الفور أخطرت النيابة العامة بالواقعة، وندب الطبيب الشرعي، الذي أكد أن الوفاة طبيعية، نتيجة هبوط في الدورة الدموية، ولا توجد شبهة جنائية في الوفاة، وصرح بالدفن، وشيع أهالي قرية سحيم في زفتى، مسقط رأسه، جثمان الطبيب ودفن بمقابر العائلة، بحضور زملاءه الأطباء.