تمرد «الورقة» التى أسقطت الإخوان
كل من وقع على استمارات تمرد، كان يدرك تماماً أن حكم الإخوان إلى زوال، وأن توقيعه هو صك يتركه لورثته، كبرهان على مشاركته فى أهم عملية تغيير سياسى فى التاريخ الحديث، تم فيها بتر تنظيم عنقودى يضرب بجذوره فى أكثر من 80 دولة، حتى استقر به المقام فى قصر العروبة، ليمرر من خلاله قرارات مكتب الإرشاد. كيف جاءت فكرة التمرد؟ وكيف تحركت الحملة وانتشرت فى الشوارع والقرى والنجوع؟ ومن دعمها؟ ومن أنفق عليها؟ ومن ساهم فيها؟ حتى تمكنت من تجميع الشعب وراء شعار واحد «الشعب يريد إسقاط الإخوان».. إجابات تستحق عشرات المجلدات، بالتأكيد سنجد من بينها من يضع تفسيراً لقيام البسطاء بنسخ الاستمارات من أموالهم.. ربما تفسر هذه النقطة جزءاً من الأسئلة المتعلقة بالتمويل، مثلما سيفسرها كيف جمع الشباب من بعضهم 300 جنيه ليدفعوها لصاحب أجهزة الصوت الذى أصر على تحصيلها منهم قبل مؤتمرهم الأول. التمرد ولد بفكرة.. مجرد ورقة يوقع عليها كل راغب فى التغيير باسمه ورقم بطاقته، لسحب الثقة من مرسى.. والفكرة عرضت على قوى سياسية، وافق البعض عليها وتحفظ عليها آخرون، حتى تبين لهم خيط الثورة الأبيض، من المصير الأسود فانحازوا إلى البسطاء من الناس، الذين تحركوا فى الشوارع، حتى بات التعبير الأكثر شهرة وقتها «الناس نزلت بالكنبة»، وهو سر النجاح الحقيقى، البسطاء شعروا أن بلدهم يسرق من تحت أيديهم وأن أمامهم أملاً واحداً لا ثانى له، فتحركوا وهم مؤمنون بقدرتهم على إزاحة حكم يسعى إلى إدخال مصر فى حظيرة تنظيم وتحويلها إلى ولاية السمع والطاعة، فى بلد عرف قيمة الخروج لإسقاط أى حاكم ظالم، هل يكون مرسى بتنظيمه أقوى من مبارك بنظامه، ليقف أمام شعب ثائر؟ وهل تكون الميليشيات الورقية وجماعات التطرف المسلحة بزمرها، وعاصمها وظواهريها وأنصار مقدسها وملثميها، أقوى من إرادة شعب تحميها قواته المسلحة؟
مع اقتراب 30 يونيو كان الإخوان يزدادون رعباً، والشعب يزداد ثقة بنفسه، خاصة مع الإعلان اليومى عن أعداد الموقعين على الاستمارات، التى ضمت فئات مختلفة من الشعب، عمالاً وفلاحين، موظفين ومسئولين، طلاباً وأساتذة جامعات، بسطاء ومثقفين، فنيين وفنانين، قادة رأى، وشارع يسعى للحركة والحراك، الجميع يحركهم طموح شباب لا يخشى شيئاً، ولا يفكر فى حسابات المكسب والخسارة، فقط يفكر فى مصر التى يتمناها قوية عزيزة، هل يكون طموح الشباب سر قوة الحركة التى جددت الدماء فى مصر؟ ربما، هل يكون التعاطف الشعبى والمزاج العام الذى تحول من التعاطف مع الزيت والسكر إلى الانحياز التام للخلاص من عبودية حكم حسبوه على خير فاكتشفوا أمره؟ ربما، أم تكون الرغبة فى توجيه رسالة للجميع أن مصر لن يتم خطفها، أياً ما كان السبب فالنتيجة واحدة «الشباب تمرد وأقنع حزب الكنبة بالتوقيع على الاستمارات، فكانت الثورة التى أعادت لنا مصر من جديد.
أخبار متعلقة
الطريق إلى «30 يونيو»: 22 مليون «لا» فى وجه جماعة الدم والإرهاب
حسن شاهين: «السيسى» رفض عزل «مرسى».. و«صبحى» أصر مع الشباب على رحيله
هنا «جولد ستار».. محل ميلاد حركة «تمرد»
د. يحيى القزاز يروى لـ«الوطن» تفاصيل مولد الحملة
رئيس حزب النور لـ«الوطن»: إذا عاد بنا الزمان إلى 30 يونيو الماضى لاتخذنا نفس القرارات
محمود بدر: «تمرد» لم يكن لها أى علاقة بالمخابرات