أردوغان يلوح باستخدام أنصاره المنتشرين في فرنسا لتهديد باريس
أردوغان
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن متظاهري "السترات الحمراء" يمكن أن يصبحوا تهديداً جديدًا في فرنسا إذا ظل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في السلطة، بل دعا في تصريح آخر الى التخلص منه.
من المحتمل أن يُفسر هذا التهديد المستتر على أنه تحذير من نشر الجهاديين الذين ساعدتهم حكومته لسنوات، أو إمكانية تحريض عناصر "الذئاب الرمادية" اليمنيين التي الذين تحالفوا مع أردوغان وينتشرون في عدة دول في أوروبا خصوصاً في فرنسا.
صحيح أن أردوغان لم يقدم مزيدًا من المعلومات حول كيفية تحول متظاهري السترات الى تهديد لماكرون، لكن يعتقد الكثيرون أن الرئيس التركي ورفاقه يفكرون في استخدام الوكلاء لإثارة المتاعب للفرنسيين.
على مدى العقد الماضي، تحول الرئيس التركي إلى منصة لنشر المرتزقة من خلال مؤسساته في جميع أنحاء العالم خصوصا للقتال في صفوف الجماعات التي كانت تحاول دعمها في سوريا وليبيا وأذربيجان.
من ناحية أخرى، تعتبر الحكومة التركية الشتات في أوروبا أداة للسياسة الخارجية وقد استثمرت موارد كبيرة في نمو المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز أجندتها السياسية في جميع أنحاء أوروبا.
في الشهر الماضي حصل علاء الدين تشاكيجي، زعيم المافيا في تركيا الذي أدين في تهم متعددة، حصل على عفو وتم اطلاق سراحه من السجن، وأصبح الآن جزءًا من حكومة أردوغان من خلال انضمامه الى حزب الحركة القومية.
وعليه، يرجح موقع "نوردك مونيتور" التابع للمعارضة التركية أن تشاكيجي، الذي تشير خلفيته الى أنه عضو في "الذئاب الرمادية" المتطرفة، قد يتم تكليفه من قبل أردوغان وحلفاءه لتشغيل آلة الجريمة، وإدارة حملة تخويف في الداخل والخارج. وقبل أسابيع، أعلنت باريس رسمياً حل "الذئاب الرمادية"، وذلك بعدما قام عناصر التنظيم بتشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمينية قرب مدينة ليون، ووضعوا شعاراتهم عليه.
لذلك، قررت المعارضة التركية ممثلة في حزب الشعب الجمهوري، التبرأ من الأزمة التي أشعلها أردوغان مع الدول الأوروبية.
في مارس 2017، هدد أردوغان صراحة بعض الدول برد فعل محتمل من أنصاره الذين يعيشون في أوروبا.
كان هذا التهديد مباشرة بعدما دخلت تركيا في خلاف دبلوماسي مع ألمانيا وهولندا بعد أن منعوا المسؤولين الأتراك من القيام بحملات انتخابية لتغيير الدستور في 2017. قال أردوغان في ذلك الوقت : "إذا استمرت أوروبا على هذا النحو ، فلن يتمكن أي أوروبي في أي جزء من العالم من المشي بأمان في الشوارع".