شعور بالوحدة تقطعه رغبة قوية في مواصلة الحياة، وتحدي ظروفا فرضت عليه وجعلته من ذوي الهمم، إذ يتسلح بموهبته التي شبت معه، وأصبحت مصدر رزقه، خاصة أنها تلائم طبيعته الجسمانية، وعدم قدرته على الحركة، خاصة أنه يسكن بأحد الأدوار العالية.
أنامل ذهبية وموهبة بالوراثة
قرر عبد الرحمن حسين، ٢٤ عاما، قبل سنوات، أن يبدأ مشروعه الخاص برسم البورتريهات، فضلا عن تصميم الجرافيك، متخذا من صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وسيلة للترويج لأعماله، بحسب حديثه لـ"الوطن".
يعاني عبد الرحمن، ابن محافظة بورسعيد، من الإعاقة الحركية بقدميه منذ صغره، لكنه تغلب عليها بأنامل أصابعه، التي تساعده في رسم أصدق التفاصيل، والاهتمام بكل الرسومات الخاصة به.
موهبة الرسم ورثها الشاب العشريني، من والده الذي يعمل خطاطا ورساما، وظهرت بودارها في السادسة من عمره، لكنه كان ينساها في طيات ذاكرته مع معاناته وضغوط مذاكرته، كونه خريج الثانوية العامة الأزهرية.
نفسي اشتغل في شركة دعاية
بعد سنوات، قرر عبد الرحمن، التربح من موهبته في الرسم، وساعدته إحدى صديقاته في الترويج لأعماله، حتى أصبح يتمتع بشهرة وصفها بالجيدة.
يقضي عبد الرحمن، نحو أسبوعا كاملا في رسمته، كونه يفضل الاهتمام بالتفاصيل والرسم بدقة عالية، موضحا أن الأسعار الخاصة باللوحة الواحدة تبدأ من 200 جنيه، وتزيد حسب المساحة.
وخلال أوقات الفراغ، يحرص الشاب الموهوب، على مشاهدة فيديوهات متعلقة بالرسم، خاصة انه يحاول تنمية مهاراته، لتحقيق حلمه بالعمل في إحدى الشركات المعنية بالدعايا.
يقول عبد الرحمن: "الحمدلله أنا راضي ومتقبل وضعي، لكن كل ما أتمناه إني أعيش حياة طبيعية عادية زي أحد"، مشيرا إلى أنه أحيانا يشعر بالاكتئاب من روتين الحياة اليومية، لكن الرسم هو الأمل الوحيد له.
تعليقات الفيسبوك