الأم مع أبنائها
يكبر الأبناء ليكونوا عونا وسندا لوالديهم، لكن أب وأم من عزبة عمر لطفى، بقرية كفر شلشلمون في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، ما زالا يكافحان ويبذلان جهدا كبيرا من أجل رعاية أبنائهما الثلاثة، رغم أنهم في ريعان الشباب، إذ أصيب الثلاثة بعجز يمنعهم عن الحركة والكلام.
فقدت إيمان السيد عبدالله، 26 عاما، وشقيقيها محمود، 24 عاما، وأحمد، 22 عاما، القدرة على الحركة والنطق والوعى، منذ سن الخامسة، وبحسب الأم سامية صلاح السيد أبو زيد، ربة منزل، فإن أبناءها يولدون بطريقة طبيعية، وبعد 5 سنوات تلاحظ حدوث تأخر في نموهم ثم عجز كامل: "أنا مش بنام، ليل نهار سهرانة على رعايتهم، ماقدرش أسيبهم لحظة، لأنهم مايعرفوش يعملوا حاجة لوحدهم، ساعات بحس أنى استنفذت كل طاقتى، لكن ربنا بيقدرنى على خدمتهم".
تعيش الأسرة في ظروف مادية صعبة، فالأب مريض ولا يقوى على العمل، تقول "سامية": "شغال أرزقي، ومعظم الأيام مش بيقدر يشتغل عشان مريض، إحنا حياتنا صعبة وبنضطر نمد إيدنا للناس وإلا مش هنلاقي لقمة"، مناشدة أهل الخير بمساعدتها على رعاية أبناءها: "علينا ديون كتير، والولاد بيحتاجوا علاج طبيعى مابنقدرش عليه".
قدمت "سامية" بحثا اجتماعيا بوحدة الشئون الاجتماعية بقرية شلشلمون، لصرف معاش شهري تعول منه أبناءها وبالفعل صرفوا لها 1100 جنيه شهريا، بواقع 400 جنيه لـ"إيمان"، ومثلها لـ"محمود" و300 جنيه لـ"أحمد"، لكن فجأة توقف المعاش دون أن تعرف السبب.
تؤكد الأم، ان أطفالها يولدون بطريقة طبيعية، وبعد سن الخامسة يتوقف إدراكهم ونطقهم وحركتهم: "كلهم حصل معاهم كده، ومعرفش إيه السبب، وكانت لهم أخت اسمها وفاء ماتت وهى عندها خمس سنين بنفس الحالة، عشان كده بقول الحمد لله أنهم عايشين، لأنهم كانوا ممكن يلاقوا نفس مصير أختهم".
يحكي الأب السيد عبدالله، أنه تعب كثيرا من أجل رعاية أبناءه، لكنه لم يعد يقوى على العمل بسبب المرض: "أنا راجل على باب الله، بشتغل باليومية ومش قادر أصرف على أكلهم وشربهم وعلاجهم، يا ريت حد من الأطباء يتبنى حالتهم، ويوفر لنا العلاج، إحنا ناس على قد حالنا، ومش قادرين نجيب أدوية ولا نعمل جلسات علاج طبيعى".
تعليقات الفيسبوك