قبرص تشكو لمصر الإجراءات الاستفزازية لتركيا: «أمر محبط للغاية»
الرئيس يتسلم أوراق اعتماد سفير مصر لدى قبرص محسن حمزة
رئيس قبرص مع السفير المصرى الجديد أثناء تسلمه أوراق اعتماده
ناشد رئيس قبرص، نيكوس أناستاسياديس، الحكومة المصرية، لبذل كل جهد ممكن من أجل أن تغير تركيا من موقفها المتعنت، وأن تتراجع عن إجراءاتها الأحادية والاستفزازية، وأن تعمل على تخفيف التوترات بشكل دائم من أجل تهيئة المناخ المناسب الذي يؤدي إلى تسهيل استئناف عملية المفاوضات.
وقال الرئيس القبرصي، أثناء تسلمه أوراق اعتماد سفير مصر لدى قبرص محسن حمزة، اليوم الخميس، «ستكون هناك آفاقا واسعة للنجاح إذا تخلت تركيا عن موقفها».
وأشار، إلى أن لديه اعتقادا قويا في أهمية عقد مؤتمر غير رسمي تشارك فيه الأطراف المعنية، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل توضيح وجهات النظر والأهداف بشكل نهائي، فيما يتعلق بالأساس الذي تُستأنف فيه عملية المفاوضات والشكل المتصور للتسوية.
وأضاف «أناستاسياديس»، أنه لأمر محبط للغاية، عندما أكد الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداده لتمهيد الطريق، لإعادة إطلاق عملية التفاوض، أن ترد تركيا في اللحظة نفسها، بإجراءات غير قانونية واستفزازية، سواء من خلال عمليات التنقيب داخل المنطقة الاقتصادية لجمهورية قبرص، أو من خلال فتح المنطقة المسيجة من فاماغوستا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولقراري مجلس الأمن الدولي 550 (1984) و789 (1992)، اللذين يطالبان بعودة المنطقة وإعادة تسكينها من قبل أصحابها الشرعيين.
كما أشار الرئيس القبرصي أيضا، إلى العلاقات الثنائية والتعاون الثلاثي، مذكرا، أن قبرص ومصر قامتا إلى جانب اليونان في عام 2014، بمبادرة لإقامة أول شراكة من عدد من الشراكات الثلاثية في المنطقة.
وقال، «لقد أسفر تعاوننا الثلاثي بالفعل عن نتائج محددة في عدد من المجالات، حيث تمت مناقشة النطاق الواسع ومستقبل شراكتنا الثلاثية خلال القمة الثلاثية الثامنة في أكتوبر الماضي في نيقوسيا، حيث كان من دواعي سروري البالغ استضافة صديقي المقربين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس».
واستطرد الرئيس حديثه بالقول، إن هناك قناعة مشتركة لدى الاتحاد الأوروبي بأن التحديات الإقليمية، مثل تلك الموجودة في سوريا وليبيا، لا يمكن معالجتها دون مساهمة مصر، في حين أن الأمر نفسه ينطبق بالطبع على الدور التاريخي الرائد لمصر فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف، «كما أود أن أرحب بالزيارات رفيعة المستوى الأخيرة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى القاهرة، لأنها تؤكد ما ذكرته حول أهمية مصر إقليميا».
بدوره، قال سفير مصر الجديد خلال تقديم أوراق اعتماده، إن العلاقات الثنائية تشكل الأساس المتين لشراكة إستراتيجية تغطي مجموعة واسعة من المجالات.
كما أعرب الرئيس القبرصي، عن أمله في زيادة توطيد هذه العلاقات مع السعي لفتح آفاق جديدة للتعاون.
وأشار السفير، إلى جائحة كورونا التي أوجدت مِحَنًا وتحديات جديدة للمنطقة.
وقال، «إن البلدين لديهما مواقف مشتركة بشأن هذه التحديات والتهديدات التي تنتهك القانون الدولي وتطيل الصراعات الإقليمية وترعى الإرهاب، وستواصل مصر التنسيق والتشاور وتبادل المعلومات القيمة مع قبرص وشركائنا الموثوق بهم في هذا الصدد».
كما أكد السفير المصري، على موقف مصر الثابت من القضية القبرصية بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ومعارضة مصر لأي أعمال تتعارض مع ما يتفق عليه المجتمع الدولي.
وفي إشارة إلى أمن الطاقة الإقليمي، قال السفير، إن مساعي التعاون المشترك في قطاعي الغاز والكهرباء هي مثال على ذلك.
وأضاف، أن كلا البلدين بحاجة إلى الاستفادة المثلى من الإمكانات الهائلة المتاحة والمضي قدما نحو تنفيذ المشاريع القائمة مع النظر في دراسة مشروعات أخرى.
كما أشار، إلى التعاون العسكري المتنامي، قائلا إن التنسيق السياسي لا يزال ثابتا ومتزايدا.
وتحدث عن قوة الشراكة الاستراتيجية والسياسة المشتركة التي تحتاج إلى تطبيق أفضل على الجهتين الاقتصادية والتجارية.
واختتم السفير تصريحاته بالقول، "إن هذا مهم بشكل خاص، حيث إن الاقتصاد المصري أصبح بثبات أحد أفضل الاقتصادات الناشئة في العالم، وأن بيئة الأعمال توفر فرصاً فريدة يجب على الجانبين استغلالها، وبالتالي فإنني أعتزم العمل مع الأطراف المعنية لاستكشاف جميع الآفاق المتعلقة بذلك».