أسعار الوقود الجديدة.. ارتباك وغضب فى محطات البنزين
شهدت محطات البنزين ارتباكاً شديداً مع دخول منتصف ليل السبت، بعد أن أعلنت الحكومة ساعة الصفر لخفض دعم المواد البترولية فى الثانية عشرة ليلاً. وعمَّت الفوضى إحدى محطات الوقود بميدان الجيزة. سيارات تتكدس داخل المحطة الحكومية تنتظر تعبئة خزانات وقودها، صوت شجار حاد بدأ يعلو فى أرجاء المكان يتداخل مع «كلاكسات» السيارات، أحد عمال محطة الوقود يصيح فى الجمع بين الحين والآخر قائلاً: «سعر البنزين والسولار الحكومة رفعته، إحنا ملناش ذنب. سعر السولار وصل إلى 180 قرشاً، والبنزين فئة 80 أوكتين وصل سعره إلى 160 قرشاً، والبنزين 92 أوكتين وصل سعره إلى 260 قرشاً، والبنزين 95 وصل إلى 625 قرشاً». حالة من الغضب العارم سيطرت على المواطنين أمام محطات الوقود، فمنهم من خرج من صف الانتظار الطويل رافضاً الأسعار الجديدة، ومنهم من اعترض على التسعيرة الجديدة، ودخل فى مشادة حادة مع العاملين فى محطة البنزين، هذا المشهد تكرر فى أغلب محطات الوقود اليوم، ودفع بعض أصحاب المحطات إلى الإغلاق بحجة عدم وجود بنزين خوفاً من غضب الجمهور، فيما فضَّل البعض الآخر استئجار أشخاص لحماية محطاتهم من التعرض لأى هجوم محتمل. محمود صالح، موظف، من مرتادى الطريق الدائرى، قال والأسى يعلو وجهه: «أصحاب الميكروباص هيستغلوا زيادة الوقود وهيرفعوا الأجرة علينا الضعف وهمّا أكبر مستفيد من ارتفاع الأسعار وإحنا المتضررين فى النهاية». حسام أبوالعنين، سائق تاكسى، رفع يده غاضباً من داخل السيارة قائلاً: «إحنا هنلاقيها منين ولّا منين؟ ليه يرفعوا سعر البنزين أكتر من 60% حرام والله كده، إحنا هنجيب فلوس منين، نصرف على العربية وندفع الأقساط اللى عليها، ونصرف على بيوتنا إزاى؟»، يصمت الرجل قليلاً ويضيف: «البنزين لما هيزيد أكيد كل الأسعار هتزيد، الأكل والشرب، وبعدين اختيار التوقيت فى رمضان كمان حرام». أما سائق الميكروباص مصطفى شرف الدين، فقال بهدوء: «إحنا هنرفع الأجرة على الناس، ومحدش يلومنا لأنى كنت بدفع فى الصفيحة الأول قبل غلاء سعر السولار 22 جنيه، النهارده باشترى الصفيحة الـ20 لتر بـ36 جنيه، مين اللى هيتحمل فرق السعر، أكيد مش أنا، أنا باكل عيش من العربية، ولازم أكسب من وراها ولّا أبيعها أحسن». بعض محطات الوقود لم تلتزم بساعة الصفر فى تغيير الأسعار، وامتنعت عن تزويد السيارات بالوقود لتنتهز تحقيق مكسب سريع خلال وقت قليل مع اقتراب منتصف الليل، يقول حسين الروبى، سائق أوتوبيس نقل خاص فى شارع الهرم: «فيه محطات عندها بنزين وقفلت قبل تنفيذ القرار من الساعة 11 مساء، ورفضت بيع السولار والبنزين للناس عشان تكسب مع رفع التسعيرة الساعة 12 ليلاً، ومفيش رقابة ولا تموين ولا حد بيسأل».
يرى محمد سيد أن تأثير ارتفاع أسعار البنزين لن يكون كبيراً، لأنه يخص أصحاب السيارات الخاصة، قائلاً: «أنا كصاحب عربية عايز أحط بنزين وأخرج بعربيتى أستحمل»، لكن القرار سوف يسبب مشاكل كبيرة مع القطاع الأكبر من الناس فى المواصلات العامة نتيجة ارتفاع السولار، لأن ارتفاع أسعار الأجرة فى «الميكروباص» والسيارات النقل، سيخلق حالة غضب لدى الناس، وسينتج عنه تزايد المشاجرات بين المواطنين وأصحاب السيارات الأجرة. يقول «محمد» إن الحكومة كان عليها تطبيق الزيادة على أسعار البنزين أولاً، حتى يرى الناس أن هناك نتيجة إيجابية من رفع الدعم، وأنه انعكس على حياتهم اليومية بصورة جيدة.
الأخبار المتعلقة:
الحكومة والشعب فى «نفق الدعم»
رئيس الوزراء: تحريك الأسعار هدفه العدالة الاجتماعية.. و«لن نخشى الصوت العالى»
المصرية للاتصالات: لن نرفع سعر الخدمات و«شركات المحمول»: ندرس القرار
السائقون يضاعفون أجرة نقل الركاب.. واشتباكات فى مواقف السيرفيس وأسعار السلع تشتعل فى المحافظات
المصريون ليلة رفع الأسعار: اللهم لك صمت.. وفى محطة البنزين «أفطرت واتسحرت»
«الإحصاء»: المواطن يتحمل من 2 إلى 7% زيادة فى تعريفة المواصلات بعد رفع أسعار الوقود
المصانع ترحب بزيادات الوقود وتتعهد بعدم رفع الأسعار
جمعيات النقل ترفع تعاقداتها مع الموردين 15% رداً على القرار
«الببلاوى»: رفع أسعار الوقود هو «العلاج المر» لمواجهة عجز الموازنة
«خبطتين فى الراس توجع»: كهرباء وبنزين ولا عزاء لـ«محدودى الدخل»