عاد فيروس كورونا قوياً فى بداية عام 2021 الجديد، واكتشفنا أن الفيروس تحور 27 مرة خلال الشهور الستة الماضية وأصبحت له سلالات أكثر شراسة من الفيروس الأصلى..
ضربت إحدى السلالات بقوة العاصمة لندن، وسلالة أخرى ضربت جنوب أفريقيا، مع استمرار قوة الفيروس الأصلى فى أمريكا والهند والبرازيل والغالبية العظمى من دول العالم، حتى تجاوزت الإصابات 82 مليوناً، وجميعهم شفاهم المولى سبحانه ما عدا 1.8 مليون إنسان توفاهم الله..
العلماء فى سباق محموم مع كل تحور جديد للفيروس يدرسونه ولا يستطيعون شيئاً سوى الانتظار حتى يستقر فيجدوا له علاجاً!! وهى أزمة جديدة تضاف إلى ما صنعه الفيروس القاتل فى العالم من أزمات فى الاقتصاد والسياسة والعلاقات الإنسانية والثقافة والفن والرياضة والتعليم بسبب التباعد الاجتماعى الذى ما زال الوسيلة الوحيدة لاتقاء العدوى بالمرض.
ومع العام الميلادى الجديد أصبح الأمل حائراً بين الخوف والرجاء، منتظراً الفرج السماوى والرحمة من الله الرحمن الرحيم حتى يجد العلماء علاجاً ناجعاً ويكتشف قادة العالم طرقاً جديدة لإنقاذ الدول والبشر من حالة التوتر والخوف وانهيار الاقتصاد وتعثر الأنشطة والعلاقات الإنسانية.
والخطورة هنا أن بعض قادة العالم ما زالوا أسرى الطرق والسياسات والإجراءات المعتادة سلفاً، وليست لديهم القدرة على التفكير واتخاذ القرارات خارج صندوق المعتاد من القرارات.. وقد راهنوا، وأنا معهم، على قدرة العلماء والأطباء على محاصرة الفيروس وإيجاد علاجات متنوعة وناجعة له، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.. ويبدو أننا سنستمر فى حالة عبث «كورونا» بالبشر لفترة طويلة قادمة..
وعلى صعيد المواطنين فإننا نجد ثلاثة اتجاهات سلوكية تجاه «كورونا».. الأول: يقر بوجود خطر للفيروس ويحرص على الإجراءات الصحية والنظافة والكمامة ولا ينخرط فى تجمعات بشرية.. والاتجاه الثانى: يتعامل بإهمال مع الفيروس، ولم يغيروا كثيراً فى أسلوب حياتهم اليومية والاختلاط بالتجمعات والزحام، ويتعاملون مع النظافة الشخصية والكمامة كلما تيسر لهم، ويساعدهم على هذا ضعف النصائح والإجراءات المنظمة لحركة المواطنين اليومية، والاتجاه الثالث يرى أن الفيروس قضاء من السماء ولا مجال لدرء خطره إلا بالدعاء، ويهمل فى علاج الأعراض التى تصيبه فتتفاقم.
إننا أمام تحدٍ من فيروس قاتل ويجب سرعة مواجهته حكومياً وشعبياً بأساليب جديدة تكاملية.. وندعو الله أن يرفع الوباء والبلاء.. والله غالب..