«نقدر نعمل كل حاجة بالموجود بس نحاول، العجز الحقيقي جوة العقل، وليس عجز أعضاءك»، مبدأ يعيش عليه محمد عليوة، صاحب الـ26 عاما، فهمه وأدركه جيدا وبات ملتصقا بكل خطوات حياته، منذ أن أصيب بالشلل الرباعي، إثر حادث أليم تعرض له في ريعان شبابه.
معاناة ما بعد الحادث
معاناة حقيقية عاشها «عليوة» منذ تعرضه للحادث الأليم، إذ بات لا يستطيع الحركة أو حتى يقضي أبسط احتياجاته: «بعد الحادثة قعدت 3 سنين بتفرج فيهم بس على التليفزيون من غير ما أعرف أمسك الريموت كنترول وأقلب بنفسي، يا إما كنت بتفرج على قناة واحدة طول اليوم، أو أطلب من أمي تقلب لي القنوات، وده كان بيتعبها، أو أستنى أخويا إسلام لما ييجي من الشغل يقلب لي القنوات، ويحكيلي عن يومه».
لحظة التحدي الأولى
ذات يوم نام شقيقه إسلام بجواره على السرير، وكان يريد أن يدير مؤشر التليفزيون، فتحركت داخله روح التحدي وقرر أن يواجه ظروفه، حاول «عليوة» إمساك الريموت كنترول، وبعد عدة محاولات نجح: «عرفت أمسكه وقربته على وشي فالقناة اتقلبت، ساعتها فرحت أوي بالإنجاز ده، وبقيت أستخدم لساني في تقليب القنوات».
الانتقال إلى السوشيال ميديا
لم يكتف «عليوة» بنجاحه في التنقل بين قنوات التليفزيون، بل بدأ يستخدم الهاتف المحمول الذكي بنفس الطريقة، بعد تشجيع زوجة شقيقه له على خوض التجربة، التي تشجع لها من خلال ربط الموبايل بـ«أستك»، وهنا انتقل الشاب إلى العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، لتبدأ محطة جديدة في حياته: «بدأت نشر بوستات إيجابية على صفحتي على فيسبوك عن نفسي وحياتي، كنت عايز أبقى حافز للناس».
كفاح التحول إلى يوتيوبر
دعم وتشجيع واسع تلقاه «عليوة» بعد نشاطه المؤثر على «فيسبوك» ونشر روح من التفاؤل والإيجابية، ورسائل لا تتوقف تطلب منه تصوير فيديوهات، قابلها باهتمام كبير، لكنه ظل مترددا، إذ كان يرى صعوبة في تنفيذ الفكرة: «قعدت أفكر هصور إزاي، وإيه المحتوى اللي هقدمه، وبدأت أبحث أكتر واقرأ أكتر».
استعد الشاب جيدا للخطوة الجديدة، وفي البداية كان يساعده شقيقه ويحمله إلى صالة الشقة، لتصوير فيديوهاته، لكن مع انشغاله في عمله، بدأ «عليوة» يعتمد على نفسه أكثر، ويصور مقاطعا متنوعة من سريره، حيث يستقر: «مرحلة المونتاج كانت بالنسبة لي الأصعب، لأن الموبايل لازم يبقى بالعرض، ولأنه برنامج صعب، بس اتعلمته، لأني مؤمن أن عشان أعمل حاجة لها قيمة لازم أتعب».
بعد 5 أشهر استطاع «عليوة»، أن يحقق كل شروط موقع يوتيوب، وأصبح يوتيوبر معروفا: «اتطورت على مر السنين في الإلقاء والمونتاج والإضاءة، والفرق باين بين أول فيديو وآخر فيديو».
آلام وموبايل بنكهة الكباب
اعتماد «عليوة» على لسانه في تصفح الهاتف المحمول، سبب له كثيرا من الآلام، التي زادت مع محاولات جعل لسانه جافا أثناء التصفح: «أقصى مدة التليفون بيعيشها معايا من سنة لسنة ونص، وبعدها بيبوظ بسبب طريقتى في استخدامه»، قبل أن يختتم بدعابة عن أمنية يعرف أنها لن تتحقق: «نفسي أي شركة تعمل لي تليفون بنكهة الكباب أو الكبدة عشان بحبها».
تعليقات الفيسبوك