لم يتمتع بحضن والدته كثيرا ليخرج الطفل «محمد»، البالغ عامين ونصف العام، إلى العمل ليقف بجانب والده في محل حياكة يملكه، من أجل إتقان المهنة وأساسيات «الشغلانة»، والآن يستطيع أن يساعده من خلال تنظيف القماش بعد تطريزه.
عاوز أعتمد عليه
في العاشرة صباح كل يوم يستيقظ «محمد» لتناول وجبة الإفطار، وينزل لوالده الذي يكون في انتظاره، إذ يحكي والده «محمود عبد العزيز»، 29 عامًا، القاطن في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، أن ابنه بدأ منذ 7 أشهر يجلس بجانبه ويشاهده ماذا يفعل، وبعد فترة تعلم دامت نصف عام، نجح الطفل في تعلم بعض الأشياء التي جعلت والده يستغني عن أي عامل مرافق له، مضيفًا: «ابني مبسوط بيه جدًا وأنا عاوز أعتمد عليه من صغره عشان يبقى عارف إن الحياة مش سهلة والدنيا مش مضمونة».
يقول والد الطفل «في البداية كان بيقعد يتفرج عليا ومن حوالي شهر بدأ يشتغل ويعمل حاجات أنا بطلبها منه، وبيعرف يلف مواسير ماكينة التطريز».
«محمد» بيتعلم المهنة «صح»
يتقاضى «محمد» راتبًا أسبوعيًا من والده، يقدر بـ 200 جينه، ويوفر لوالده أجر عامل شهرياً، وينوي إلحاقه بالحضانة في العام المقبل، لأنه لم يكمل السن المطلوب.
ويضيف «محمود» أنه يريد أن يجعل ابنه غير كل الأطفال، فوجوده في المحل فقط يمثل له راحة نفسية كبيرة: «أنا عندي ولدين، الكبير في أولى ابتدائي، ومحمد اللي كفاية إني بشوف جنبي، وباقيله فترة صغيرة ويتعلم المهنة صح».
يرغب «محمد» في أن يعتمد طفله الصغير على نفسه دائمًا، فهو دوره بسيط بالنسبة للناس، ولكن بالنسبة له هو يفعل شيئا عظيما يجعله يفتخر به.
تعليقات الفيسبوك