كروت شحن
بحثا عن رزق بناته، خرج من منزله في الصباح، وتوجه إلى أحد الوكلاء للحصول على كروت شحن الرصيد الخاصة بإحدى شركات الاتصالات الشهيرة، بقيمة تقدر بـ 170 ألف جنيه، لم يدفع منهم جنيها واحدا، إذ وقع إيصال أمانة كتعهد باسترداد المبلغ، عاقدا النية على توزيع الكروت على المحلات في الحال، وبالفعل لم يضيع وقتا، واستقل دراجته النارية، لخوض رحلة انتهت بصدمة كبيرة قبل بدايتها.
لم يخطر على بال حسين يوسف، متزوج ولديه 3 فتيات، أثناء سيره بالموتوسيكل، أن تسقط منه كروت شحن رصيد الهواتف المحمولة، التي حصل عليها على عهدته، قبل توزيعها على المحال، وجمع ثمنها، إذ يقول لـ«الوطن» بصوت يملؤه الخوف: «ضاعوا على الدائري من نزلة البساتين، وأنا رايح على الوراق في اتجاه باسوس، يوم الخميس اللي فات قبل صلاة العشاء».
«رجعت دورت عليهم كتير، ماسيبتش حتة، لكن ملقتهمش خالص، ومش عارف أعمل إيه»، عملية بحث تقليدية في مسار طريق الفقد، استمرت حتى الساعات الأولى من يوم الجمعة، لكنها انتهت بالفشل، ليلجأ حسين إلى أحد أصدقائه لنشر قصته على «فيسبوك»، على أمل أن يكون أحد الأشخاص عثر على كروت الشحن، ويتواصل معه لردهم: «دي كروت بـ170 ألف جنيه، أنا عملت محضر المفترض يروح النيابة، ويبعتوا لشركة الاتصالات الخاص بيها الكروت، عشان يعملوا عملية تتبع».
اقرأ أيضا: «الوطن» تساعد في إعادة 23 ألف جنيه لصاحبها: دخل العناية المركزة بسببها
قلق وخوف يشعر به، حسين، خاصة أن البعض أخبره بأن هناك أشخاص بدأوا لأول مرة، في بيع كروت شحن رصيد، تخص نفس الشركة: «روحت تاني القسم قالولي هنستنى لما المحضر يروح النيابة، أنا خايف تتباع بسعر أقل من تمنها، أنا ماضي زي وصل، لو مجبتهاش، هبقى ملزم أدفع المبلغ كله للوكيل، وأنا مقدرش، الظروف صعبة وأنا إنسان بسيط، وعندي 3 بنات، مش عارف ممكن أعمل إيه، أنا مهدد بالسجن والضياع».
وأنهى حسين، الذي يعيش في بهتيم بشبرا الخيمة، حديثه، طالبا من أي مسؤول في وزارة الاتصالات، أن يتخذ خطوة سريعة في إيقاف هذه الكروت عن طريق شركة الاتصالات: «عايز الكروت تتوقف من الشركة، لأن مش هيبقى معايا أسدد حاجة زي دي، المبلغ ضخم والدنيا واقفة، يا ريت الجهاز القومي لوزاة الاتصالات يحللي المشكلة دي».
تعليقات الفيسبوك