نيران تشتعل في المحل الذي ورثته عن زوجها ويعتبر هو مصدر دخلها الوحيد، 3 أطفال أيتام يقفون إلى جوارها غير قادرين على فعل شيء، موقف عصيب عاشته «فاطمة مصطفى»، 42 عامًا، التي تقطن بمحافظة الفيوم، احتبست فيه أنفاسها وكادت روحها أن تصعد إلى السماء، لكن «جدعنة» أهالي منطقتها أنقذتها إذ حصلت منهم على دعم لم تكن تتوقعه.
بعد وفاة زوجها منذ 5 سنوات، وجدت «فاطمة» نفسها بين 3 أبناء أيتام يجب تربيتهم، لم يترك لها زوجها سوى محل لبطاريات السيارات، وقفت فيه رافعة الرأس بين التجار والباعة في الشارع، ونجحت في تيسير العمل كما كان في حياة زوجها، بل وتعلمت كل شئ جعلها تتمكن من قضاء حاجة أولادها الثلاثة، ولكن منذ حوالي شهر وتحديدًا في الثانية بعد منتصف الليل، فوجئت باحتراق محلها.
تحكي «فاطمة»، أنها لم تجد مفرًا من ارتداء ملابس العمل والنزول إلى الشارع، خوفًا من تعرض أبنائها للجوع أو ترك دراستهم للعمل، مضيفة أنها تعلمت كل شئ بنفسها بعد فترة صغيرة من الخروج للعمل، وتمتعت بعلاقة طيبة مع الجيران والتجار الذين قدروا حالتها ووقفوا بجانبها: «لما جوزي مات مالقيتش حل غير إني أنزل الشارع وأشغل المحل وبدأت أتعلم ازاي أبيع وأشتري وكمان عرفت المقاسات كويس وبقيت فاهمة في بطاريات وكوتشات السيارات».
خسائر تقدر بـ 100 ألف جنيه
منذ حوالي شهر استيقظت «فاطمة» مكاملة هاتفية من الجيران تفيد بكارثة، وهي احتراق محلها بكل ما فيه من بضاعة، والتي تقدر بـ 100 ألف جنيه، وما أن نزلت إلى الشارع ورأت المشهد حتى فقدت وعيها من هول الصدمة: «لما شفت المنظر حسيت إن كل حاجة عملتها بتضيع، اغمي عليا وجابوا لي الإسعاف وماوفقتش غير في المستشفى، ومش عارفة مين عمل كده لأني ماليش أعداء، وعملت محضر بالواقعة وده اللي أنا قلته في المحضر بعدها».
جدعنة التجار مع «فاطمة»
لاقت «فاطمة»، دعماً كبيراً من الجيران الذين قاموا ببناء المحل مرة أخرى وإرجاعه مثلما كان، وهناك تجار أعطوا لها بضائع تخطت حاجز الـ 50 ألف جنيه دون أي ضمانات، وتروي «فاطمة»: «الناس وقفت جانبي لأن علاقتي كويسة بيهم وخلوا المحل زي الأول وأحسن، والتجار جابوا لي بضاعة وقالوا لي ماتشيليش هم، بس أنا عاوزة أعرف مين اللي عمل كدة وحرق قلبي على المحل».
تعليقات الفيسبوك