وكيل الأزهر عن «الأخوة الإنسانية»: رابط أخوي يعصم الدم ويصون الحريات
الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر
احتفى الأزهر الشريف، بالذكرى الثالثة لوثيقة الأخوة الإنسانية، بتنظيم لقاء حول تفعيل مبادئ الوثيقة، بمشاركة قادة الأزهر، والعديد من ممثلي الديانة المسيحية، حيث أكد المشاركون أهمية الوثيقة في ترسيخ الحوار بين الأديان، والقضاء على الطائفية والعنصرية، ومقاومة العنف والتطرف، والتشديد على أهمية نشر قيم التسامح والسلام.
وكانت وثيقة الأخوة الإنسانية، حلما أصبح حقيقة بعد جهد مخلص، استغرق عملا دؤوبا بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، وبرعاية مخلصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان أول تطبيقاتها «البيت الإبراهيمي»، الذي يقام في أبوظبي عاصمة التسامح والإنسانية، حسبما ورد في تقرير عرضته قناة «مداد نيوز» السعودية، على موقع «يوتيوب».
وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت مبادرة طيبة من الأزهر الشريف، في وقت تحتاج فيه الإنسانية إلى صوت العقل والحكمة والرأي السديد، مؤكدا أن الالتقاء حول مبادئ الأخوة الإنسانية التي أرادها رب البشرية أمر مهم للشعوب والأوطان، بل لكل بني الإنسان، لأنها بمثابة الرباط الأخوي المتين الذي من شأنه أن يعصم الدم، ويحفظ الكرامة، ويصون الحريات.
وثيقة الأخوة الإنسانية جاؤت من تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر
وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته باللقاء الافتراضي الذي نظمته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، عبر تطبيق «zoom»، أن إعلان مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية جاء انطلاقا من تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر، ومعايشة آلامه ومآسيه وأزماته، التي تعود في جملتها إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية.
العالم يشعر اليوم عن أي وقت مضى بضرورة الأمن والآمان
وأضاف وكيل الأزهر أن العالم اليوم يشعر -أكثر من أي وقت مضى- بضرورة الأمن والأمان، وأهمية مد جسور التعاون والتلاقي بين الشعوب، موضحا أن ذلك الأمر لن يتحقق إلا بالسلم، ولن يتحقق السلم بين الناس إلا إذا اتفقوا على المبادئ الكبرى التي تجمعهم في أخوة متينة لا تنفصم عراها.