تحذيرات دينية ونفسية من جرائم الأسرة بعد انتشارها: انهيار سلوكي وقيمي
الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية
عندما يتجرد المرء من كل معاني الإنسانية والرحمة، ويطلق العنان لأفكاره الشيطانية دون خوف من عقاب إلهي أو دنيوي، حينها يصبح عبدا لنفسه الخبيثة، التي جعلت فكرة قتل فلذات الأكباد أمرا هينا، غير مكترثين بمشاعر الرعب التي تنتاب أطفالهم في هذه اللحظات.
وكان آخر هذه المشاهد، مقتل طفلة لم تتجاوز سن الـ14 عاما على يد والدها، بعد أن خنقها بواسطة «إيشارب»، وعقب التأكد من وفاتها لاذَ بالفرار، وفي الأسبوع ذاته انتشر مقطع فيديو لأب وهو يعري طفلته الرضيعة، محاولا إضرام النار في جسدها على مرأي ومسمع من الجميع.
المفتي: جرائم قتل الأبناء تخالف طبيعة الأبوة القائمة على الحنان والشفقة
وتعقيبا على ذلك، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن جرائم قتل الآباء للأبناء، تخالف طبيعة الأبوة التي تقوم على الحنان والشفقة، و«أن يقتل الوالد ولده عمداً فهو شيء نادر، ولكن من الممكن حدوثه بغير قصد، وهنا لا يتلقى الأب عقوبة الإعدام، لكن في بعض القضايا نستشف في بعض التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة».
وأضاف المفتي، في تصريحات سابقة له، أن المالكية يقولون إن الوالد يقتل بولده، وفي هذه الحالة إذا أضجعه وأخذ السكين وذبحه، فهذه الحالة في مجملها تؤيد أن هذا الأب كان عامدا وقاصدا، فلا يمكن أن يضجعه ويأخذ السكين ويذبح بلا قصد، فكل تلك الأعمال تدل على أن هذا الرجل قاصدا، ومن ثم يقتل أخذا برأيهم.
فرويز: يجب الاهتمام برفع الوعي الثقافي والاهتمام بالترابط الأسري
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن قتل الأباء لأبنائهم دليل على الانهيار القيمي والسلوكي في العائلة؛ فهذه الجريمة غير مألوفة على المجتمعات، لكنها قد تنتج نتيجة ضغوطات نفسية، أو أفكار سلبية تطرأ على عقله، أو تعاطي الأب للمواد المخدرة، التي تؤدي لفقد إحساسه بنفسه، وعدم السيطرة على أفعاله.
وأضاف «فرويز» لـ«الوطن»، أن غياب الوعي الثقافي داخل المجتمع والأسرة وضعف الترابط بها يهدد بزيادة انتشار تلك الجرائم، مشددا على أنه يجب الاهتمام برفع الوعي والترابط الأسري، خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، مثل القرى النائية والعشوائيات، وهذا يمكن تنفيذه من خلال دورات تأهيلية ومحاضرات.