تحذير فرنسي من الاستخدام المفرط لـ«الباراسيتامول»: يدمر الكبد
أدوية
طالبت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية «ANSM» في فرنسا بضرورة إطلاق حملة لتعزيز المعلومات المتداولة على علب عقار «الباراسيتامول»، بهدف توعية المرضى وإخصائيي الرعاية الصحية بالمخاطر الكبدية المرتبطة بسوء استخدام العقار، ويعد المسكن الأول حول العالم المستخدم لتسكين الألم.
وأطلقت الوكالة الفرنسية، تحقيقا لهذا الهدف، حملة استشارات عامة حول الرسائل التحذيرية الخاصة باستخدامات المسكن الأشهر حول العالم، بهدف منع الخطر الكبدي بين العديد من مستخدمي هذا المسكن.
وقالت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية «ANSM»، في بيان صحفي، إن «الباراسيتامول» دواء آمن وفعال في ظل ظروف الاستخدام العادية، ولكن في حالة سوء الاستخدام، لا سيما عن طريق الجرعات الزائدة أو الجمع بين عدد من العقاقير الطبية التي تحتوي على عناصر دوائية متواجدة أيضا في «الباراسيتامول»، أو عدم الالتزام بالجرعة الموصي بها من قبل الطبيب المعالج، ويمكن أن يتسبب عقار «الباراسيتامول» في أضرار جسيمة للكبد في بعض الحالات، ولا يصبح فيها الشفاء أمرا ممكنا.
وشددت الوكالة الفرنسية، فى بيانها، على أن سوء استخدام «الباراسيتامول» يعد في مقدمة الأسباب الرئيسية في تليف الكبد في فرنسا، وتنامي الحاجة لإجراء جراحات زرع الكبد.
ووفقا للبيانات الصادرة عن الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية «ANSM»، يعد عقار «البارسيتامول»، المسكن الأول الأكثر مبيعا في فرنسا خلال السنوات العشرة الماضية، ليرتفع الاستهلاك بنسبة 53%، يأتي ذلك في الوقت الذي يتوافر فيه حاليا ما يقرب من 200 دواء على مادة «الباراسيتامول».
في هذا السياق، اتخذت الوكالة إجراءات مختلفة لضمان وصول المرضى بشكل آمن إلى هذا الدواء، ففى حقبة الثمانينيات، كانت فرنسا أول دولة أوروبية تقيد جرعة الباراسيتامول لكل علبة (8 جرامات)، منذ عام 1998، طلبت الوكالة نشر رسائل تحذيرية في الدعاية العامة للجمهور، ولا سيما بشأن وجود الباراسيتامول في الأدوية وخطر الجمع بين العديد من الأدوية التي تحتوي عليه لتجنب أي خطر لجرعة زائدة.
في عام 2008 ، تم تنفيذ حملة لدعم العلاج الذاتي للباراسيتامول، بورقة مساعدة صرف ونشرة للمرضى، وتشير إلى مخاطر الكبد في حالة الجرعة الزائدة.
ويجب أن تذكر جميع الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية شفويًا هذا الدواء يحتوي على الباراسيتامول، كما أعلنت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية (ANSM) أنها ترغب في تعزيز المعلومات الموجودة على علب الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول.