تطغى على الساحة الإعلامية والاجتماعية حاليا العديد من حالات قسوة الآباء على الأبناء والتي وصلت في بعض الأحيان للقتل، وهذا ما يعد من الكبائر بالدين الإسلامي؛ بحسبما ما أكد الدكتور سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، لـ«الوطن»، متابعا: «كفى بالمرء إثما أن يضع من يعول».
وأوضح رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن آثار القسوة كثيرة منها عدم الراحة واحتقار الناس له، فالقاسي والغليظ على أولاده لا يستريح ولا يسعد في حياته ولا يحترمه الناس، كم أنه محروم من دعاء الولاد له.
وعليه نصح الدكتور سعيد عامر، الآباء أن يحرصوا على تربية الأولاد ليكونوا علماء عظماء إعمالا بقوله تعالى «رب هب لي من الصالحين»، و«فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا».
كما على الآباء آلا يستصغروا أولادهم، ففي الحديث عن أي بَكرة- رضي الله عنه- حمل النبي صل الله عليه وسلم- ذات يوم الحسن، فصعد به على المنبر، فقال «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».
وبجانب ذلك، على الآباء الإنفاق على أولادهم، ولا يتخلوا عن المسئولية تجاههم، قال صل الله عليه وسلم، «كفى بالمرء إنما أن يضيع من يعول»، وقال الله عز وجل «وعلى المولود له رزقهن وكوتهن بالمعروف».
وفي الحديث المتفق عليه «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة»، والإنفاق على الأولاد يتفاوت على حسب سنهم وأحوالهم، ويحرص الأباء كذلك أن يتركوا لأولادهم مالا طيبا بعد الوفاة، وكذلك يساعدون أولادهم في الزواج، روي الإمام البيهقي عن أبي سعيد ابن عباس، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه، فإذا أبلغ فليزوجه، فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثما، فإنما إثمه على أبيه».
وحذر الإسلام من القسوة على الأولاد «فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك»، بجانب الدعاء عليهم حتى لا يصادف لحظة إجابة، روي الإمام مسلم، قال رسول الله صل الله عليه وسلم، «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم».
تعليقات الفيسبوك