لغز الأبواب الحديدية.. مشاهد من الحريق المدمر ومصرع أسرة بالمرج
شهود عيان: النيران ظلت مشتعلة 4 ساعات
شلهد عيان
صراخ وعويل وأدخنة كثيفة ونيران أخذت تتصاعد وتتمايل كالموج في شرفة إحدى الشقق بالطابق الثاني حتى التهمت شرفتين أخرتين في العقار ذاته وحصدت معه أرواح أسرة مكونة من 5 أفراد، كان ذلك هو المشهد الذي استيقظ عليه سكان شارع عبدالحميد المبدي بميدان الأندلس بمنطقة عزبة النخل في تمام السابعة صباحاً.
ماس كهربائي يتسبب في اندلاع حريق هائل
أمام العقار الذي تفحم فيه الطابقان الثاني والثالث كان قاطنوا البنايات المجاورة يتجاذبون أطراف الحديث وعلامات الفزع والحزن واضحة على وجوههم رغم السيطرة على الحريق من قبل رجال الدفاع المدني والحماية المدنية، وأخذ كل شخص يدلي بالمعلومة التي توصل إليها أو المشهد الذي التقطته عيناه.
«صحينا الساعة 7 الصبح لقينا النار خارجة من بلكونة الدور التاني وعمالة بتشبط في البلكونات التانية والناس في الشارع عمالين يصرخوا عشان يجمعوا بعض ويحاولوا يطلعوا ينقذوا سكان الشقة»، يقولها محمود حسن مالك أحد المخابز بالشارع والذي يقع أمام العقار المنكوب مباشرة ويتابع: «النار فضلت مولعة حوالي 4 ساعات واتصلنا بالدفاع المدني وجت 6 عربيات بعد حوالي ساعة ونص وأخدوا وقت كبير جداً عشان النار تهدى ويسيطروا على الحريق»، مشيراً إلى أنّ سكان الشقة المحترقة كانوا قد قاموا بوضع قطع من الحديد على الشرفة بالإضافة إلى تزويد المنزل بباب مصفح، الأمر الذي زاد الأمور سوءاً وتعقيداً، ويقول: «الجيران حاولوا يطلعوا يطفوا لحد مالمطافي و الإسعاف يوصلوا بس الباب كان مقفول وماحدش عرف يفتحه ودي نفس المشكلة اللي واجهتها المطافي وعشان كده الحريقة فضلت مستمرة وقت طويل».
الابنة ألقت بنفسها من الشباك والبقية ماتوا اختناقا
يلتقط أحد الجيران طرف الحديث ويقول إنَ الأسرة المكونة من 6 أفراد توفي منهم خمسة باستثناء الابنة الكبرى التي كتبت لها حياة جديدة واستطاعت النجاة من الحريق: «البنت لما شافت الحريقة رمت نفسها من شباك المنور وحصلها إصابات في ظهرها وهي في المستشفى لكن الخمس أفراد الباقيين ماتوا مخنوقين من الدخان، لأنهم كانوا نايمين وقت الحريقة، والحمدلله إن النار مافحمتش جثثهم»، مشيراً إلى أنّ سبب الحريق حدوث ماس كهربائي في أسلاك الكهرباء داخل الشقة بحسب رجال الحماية المدنية والمعمل الجنائي الذي قام بمعاينة الشقة عقب الحادث.