وزير خارجية الولايات المتحدة الجديد: مغني وصحفي وكاتب خطابات رؤساء
يؤمن بأن كل طرف يمكنه تحقيق إنجازات في العلاقات الدولية
وزير خارجية الولايات المتحدة الجديد أنتوني بلينكن في أحد أغانيه
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الثلاثاء، تعيين أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية بعد ترشيحه لهذا المنصب من قبل الرئيس جو بايدن، حيث صوت 78 عضوا لصالحه واعترض 22 فقط، وهو ما أثار تساؤلات عن تاريخ وشخصية وانحيازات هذا الدبلوماسي الذي سيكون مسئولا عن السياسة الخارجية لأقوى دولة.
ولد بلينكن عام 1962 في نيويورك لأبوين يهوديين، أما جده الأكبر مئير بلينكين فهو مولود في كييف إبان الإمبراطورية الروسية وتلقى تعليما يهوديا دينيا نموذجيا في التوراة.
حياته في باريس
وانتقل بلينكن إلى باريس عندما كان في التاسعة من عمره، وبعد طلاق والديه تزوجت والدته من صموئيل بيسار وهو أحد الناجين من الهولوكوست، بحسب روسيا اليوم.
ويقول بلينكن إن الوقت الذي قضاه في باريس بالإضافة إلى قصة زوج والدته حفزه على العمل الدبلوماسي، إلا أنه كان يميل دائما إلى الفن على حساب السياسة.
وكشف أصدقاؤه لصحيفة «واشنطن بوست» أنه تسلل مرة من شقة والديه في باريس لمشاهدة حفل Rolling Stones، ولعب في فرقة جاز لجمع الأموال من أجل الكتاب السنوي الأول لمدرسته الفرنسية وكتب لجامعة هارفارد كريمسون والمجلة الفنية الأسبوعية What Is To Be Done.
مغني يؤلف أغانيه
كما أنه كتب أغانيه الخاصة ولديه أغنيتان تم نشرهما على تطبيق «Spotify»، مستخدما اسما مسرحيا هو «Ablinken».
ودرس بلينكن القانون في جامعة هارفارد وتخرج فيها، ثم حصل على درجة الدكتوراه بالقانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1988، وعمل في مجال دراسته لفترة بعد تخرجه ثم انخرط بالمجال السياسي.
مساعد خاص لكلينتون
وفي عام 1999 تولى منصب المدير الأول للشؤون الأوروبية والكندية إلى جانب عمله مساعدا خاصا للرئيس بيل كلينتون حتى عام 2001، وفي العام التالي عين مديرا للموظفين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حتى عام 2008.
ومن العام 2009 وحتى عام 2013 بدأ في عمل جديد كنائب مساعد الرئيس، كما تولى منصب نائب مستشار الأمن القومي من 2013 وحتى 2015 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
أول نائب لوزير الخارجية
وعام 2015 كان أنتوني بلينكن أول مسؤول حكومي أمريكي يشغل منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة، وإلى جانب الوظائف التي تولاها كان بلينكن عضوا في الفريق الانتقالي الرئاسي لأوباما، كما شارك في الحملة الانتخابية لجو بايدن.
ووفقا لتقرير سبق وأعدته عنه فرنسا 24، فإنه من المتوقع أن يحدث بلينكن قطيعة مع سياسة الملياردير الجمهوري دونالد ترامب الخارجية، والتي تميزت بـ «الاضطراب والجدل».
قريب من بايدن
ويتميز أنتوني بلينكن بقربه من الرئيس المنتخب بايدن على مدى سنوات. فقد كان أحد المستشارين الرئيسيين للسيناتور جو بايدن عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. ولدى تولي باراك أوباما الرئاسة في 2009، شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية (جون كيري).
ويظهر هذا الدبلوماسي في الصورة الشهيرة التي التقطت فيما تسمى «غرفة العمليات» التي نشرها البيت الأبيض بعيد عملية قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بمدينة أبوت آباد الباكستانية في 11 مايو 2011.
صحفي سابق بالجمهورية
ويعزي بعض المتابعين للشأن الأمريكي انطلاق مسيرة بلينكن السياسية إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما انتقل من مهنة الصحافة (التي مارسها لوقت قصير في صحيفة الجمهورية الجديدة) إلى البيت الأبيض، حيث أصبح محرر خطابات الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في مجال السياسة الخارجية.
وبحسب فرنسا 24، فإنه تبرز من الآن بعض العناوين في أجندة أنتوني بلينكن، تشمل: إعادة بلاده إلى اتفاقية باريس للمناخ وإلى عضويتها في منظمة الصحة العالمية، وإنعاش الاتفاق النووي مع إيران الذي شارك في صياغته إلى جانب كيري.
مؤمن بالتعددية والديمقراطية
وكغيره من الديمقراطيين الأمريكيين، ظل ينتقد دبلوماسية ترامب التي وصفها بأنها «عبثية وغير منتظمة». وقال لفرانس24 في يونيو 2017: «نظرتنا إلى العالم وإلى دور الولايات المتحدة دوليا مختلفة تماما عن نظرة ترامب». وتابع: «في ظل إدارة أوباما، كنا مقتنعين بأن كل طرف يمكنه تحقيق إنجازات في العلاقات الدولية، خلافا للرئيس ترامب الذي يرى دائما أن هناك حتما فائز وخاسر».
ومعروف عن أنتوني بلينكن، «المتشبث بالقيم الأمريكية وبالتعددية في مجال العلاقات الدولية، إيمانه بدور وأهمية الدبلوماسية الأمريكية في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان».
وتشير كل تلك التفاصيل إلى أننا أمام رجل من طراز فريد من السياسيين والدبلوماسيين.