عائلتا «رستم» و«سعيد» بفرشوط يردمون حمام الدم بجلسة صلح و«كفن»
عمدة القرية: هذه المصالحة هي الأسرع في ظل جائحة كورونا
الصلح بين عائلتين بقنا
في مشهد لن يمحى من أذهان الكثيرين، ووسط جمع من رجال الأمن وأعضاء المصالحات وعدد كبير من رموز وعواقل القبائل الذين حضروا من أرجاء المحافظ قنا، تم الصلح بين عائلتي «آلـ رستم» و«آل سعيد»، بقرية الكوم الأحمر في مركز فرشوط، لإنهاء خصومتهم وسط إجراءات أمنية مشددة واحترازية تطبيقا لقرارات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.
واستقبل «ولي الدم» كما يطلق عليه في عرف المصالحات، ذوي طرف الخصومة، حاملا كفنه بين يديه ليقدمه له طالبا العفو عما بدر منه من قتل ابنه، وسط تكبيرات أحد المشايخ الذي لقنهم كلمات التسامح والعفو اللذان رددوها من ورائه ثم قرأ الفاتحة، وعلى مقاعد أسفل منصة الصلح جلس طرفا الخصومة بجوار بعضهما البعض أمام الجميع كدليل على التسامح ونبذ الخلافات.
وأعلن والد القتيل (ولي الدم) الذي قبل الكفن وسط الجميع قبول التصالح ونبذ العنف، وأنه سيقبل عزاء نجله الراحل، في ديوان العائلة بقرية الكوم الأحمر لمدة يوم واحد فقط.
وقال علي قاعود، عمدة قرية الحاج سلام في فرشوط، وعضو لجنة المصالحات، إن تلك الخصومة، لم تستغرق سوى 4 أشهر، وأنهيت اليوم بفضل الله، بعد جلسات من لجنة المصالحات بين الطرفين الذين استجابوا للشروط واتفقوا على التصالح، موضحاً إلى أن هذه المصالحة هي الأسرع في ظل جائحة كورونا لمرور 4 أشهر عليها فقط، موجها الشكر للعائلتين وللقيادات الأمنية وأعضاء المصالحات لإنجاز ذلك.
حضر الصلح ،اللواء علاء سليم، مساعد مدير أمن قنا، واللواء محمد ياسر، مدير المباحث المديرية، واللواء عاطف أبو الوفا مدير الأمن العام، وضباط مباحث مركز فرشوط، وسط إجراءات احترازية مشددة.
وترجع الواقعة إلى شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما لقي شاب عمره 18 عاما مصرعه بقرية الكوم الأحمر إثر تسديد شخص له طعنة من سكين أبيض، بسبب خلافات الجيرة.