باع منزل الأسرة لعلاج والدته.. «محمود» حاول الانتحار فأنقذه زملاؤه
أصيبت والدته بالشلل وباعوا منزلهم.."محمود" حاول الانتحار فأنقذه زملائه
«محمود محمد نجيب»، شاب يبلغ من العمر 28 سنة، يعما كفرد أمن في أحد البنوك بمنطقة باغوص، في مدينة الفيوم، أصابه اليأس، فقرر التخلص من حياته، إلا أن زملاءه في العمل تمكنوا من إنقاذه، بل وحرصوا على تقديم الدعم النفسي له، لمنعه من تكرار محاولته الانتحار مرة أخرى.
بدأت حياة «محمود» تنقلب رأساً على عقب، منذ نحو 5 سنوات، بعد إصابة والدته بالشلل، الذي أقعدها من الحركة تماماً، الأمر الذي سبب صدمة بالغة للأسرة بأكملها، حيث ينتمي الشاب لأسرة متوسطة الحال، مكونة من أم وابنيها وابنتها، تعيش في منزلهم المكون من 3 طوابق.
وبينما كانت الأسرة تستعد لتزويج الابنة الوحيدة، لجأت والدتها إلى الحصول على قرض من أحد البنوك، لتجهيز ابنتها، بضمان وظيفتها في مديرية الصحة، وكانت الأم تسدد أقساط القرض للبنك بانتظام، وأثناء استعداد الأسرة لزواج الابن الأكبر «مصطفى»، أصيبت الأم بمرض غريب، عجز الأطباء في تشخيص أسبابه وعلاجه، حتى أصيبت فجأة بشلل تام.
5 سنوات يحاول أبناؤها علاجها، لدرجة أنّهم باعوا منزلهم، من أجل إجراء عملية لوالدتهم، التي بدأت حالتها تتحسن من شلل تام إلى شلل نصفي، وانتقلوا للإقامة في غرفة بالإيجار، مقابل 900 جنيه شهرياً.
وأثناء خضوع الأم للعلاج الطبيعي، وعند عودتها من إحدى جلسات العلاج، تعرضت لحادث، حيث سقطت من الكرسي المتحرك، تسبب في إصابتها بكسر أسفل الركبة والفخذ الأيسر، احتجزت على أثره بمستشفى الفيوم الجامعي لمدة 5 شهور، خضعت خلالها لتركيب مفصل ركبة صناعي وشرائح ومسامير بالقدم اليسرى.
تحدث «محمود» عن ظروفه الصعبة قائلاً إن شقيقه يعاني إعاقة بصرية، وفشل في الحصول على فرصة عمل، وبسبب تكاليف علاج والدته، فقد تراكم عليه إيجار الغرفة التي يقيمون بها، فيما تقوم الأم بسداد مبلغ 1000 جنيه شهرياً، قيمة قسط القرض الذي حصلت عليه لتجهيز ابنتها، وأصبح غير قادراً على تدبير احتياجاته، بعد زيادة الحمل على عاتقه.
وأضاف أنه وشقيقه «مصطفى» حمل والدتهما لمساعدتها على قضاء حاجتها والاستحمام، ولكنهما أصبحا غير قادرين على ذلك، بسبب زيادة وزنها كثيراً، وهذا ما اضطرهم إلى شراء حفاضات لها، ويغيرون لها على سريرها، وهو ما زاد من الأعباء عليه، في الوقت الذي لا يتعدى راتبه 800 جنيه شهرياً.
بدأ اليأس يتسلل إلى قلب «محمود»، بعدما وجد نفسه عاجزاً، لا يستطيع أن يفعل شيئاً سواء لوالدته القعيدة، أو لشقيقه الذي أصبح لا يرى تماماً، مشيراً إلى أنه تقدم بالعديد من الطلبات للحصول على شقة من الوحدات المخصصة للأسر الأولى بالرعاية، كما تقدم بطلبات أخرى لتوفير «كشك» لشقيقه، إلا أن كل هذه المحاولات كان مصيرها الفشل.
لم تكن تلك هي فقط المشاكل التي يحملها «محمود» على عاتقه، حيث أنه مصاب في فقرات ظهره القطنية والصدرية، بسبب وقوعه من طابق مرتفع خلال طفولته، ويأخذ علاجاً مدى الحياة، حتى لا تتدهور حالته، خصوصاً وأنّ الأطباء أخبروه بأنّ إجراء عملية له خطر، وقد تؤدي إلى إصابته بالشلل.
وبعدما نجح زملاؤه في إنقاذه من محاولة الانتحار، جدد «محمود» مناشدته لمحافظ الفيوم، الدكتور أحمد الأنصاري، لمساعدة أسرته بتخصيص إحدى الشقق لهم، ضمن برامج الدعم التي تقدمها الدولة للأسر الأولى بالرعاية، وكذلك توفير فرصة عمل لشقيقه الأكبر، ضمن نسبة الـ5% المخصصة لذوي القدرات الخاصة، ومساعدتهم في شراء كرسي متحرك بالكهرباء، يساعد والدتهم في العودة إلى الحياة مرة أخرى.