إقبال محدود على «دير مارمينا» بعد إعادة فتحه وزواره يدعون لرفع الوباء
إقبال متوسط على دير مارمينا بعد فتحه مجدداً.. وطلبات المصلين خاصة بكورونا
فتح دير مارمينا، أبوابه مجددا لاستقبال الزائرين الراغبين في التبرك من أجساد الشهيد مارمينا، والبابا كيرلس السادس، والأنبا مينا أفا مينا، وشهداء كنيسة القديسين، وذلك بعد غلق دام لأكثر من شهر نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
«الوطن» انتقل إلى دير مارمينا وبالتحديد في صحراء كينج مريوط غربي الإسكندرية، لرصد اللحظات الأولى لعودة الزوار لذلك الدير الذي يأتي له الجميع من كافة محافظات مصر ولا يقتصر الأمر على أبناء المدينة الساحلية فقط.
وعلى الرغم من أن الدير بدأ عودته منذ أمس الخميس واليوم الجمعة، وهما يومان يوافقان إجازات رسمية في أغلب الأعمال، إلا أن الزيارة كانت هادئة وبأعداد بسيطة على غير المعتاد، فلم تصل نسبة الزوار 5% من الزيارات المعتادة في أيام ما قبل فيروس كورونا.
وبالقرب من الدير، كان الحذر والخوف يسيطران على الزائرين بحضورهم البسيط، وتجلت عليهم مظاهر الحذر الخوف والقلق من انتقال عدوى فيروس كورونا لهم، فكانت الكمامات ملاصقة لوجوههم طيلة فترة تواجدهم في الدير، بينما المطهرات ظهرت بشدة في الأبواب التي وضعها الدير للتعقيم أو عبر أيادي الزائرين داخل الدير.
واستغل الحضور قداسة الدير، داعين الله ومتضرعين إليه، ومتشفعين بالبابا كيرلس السادس والشهيد مارمينا، طالبين منهم صنع معجزة بإزاحة ذلك الفيروس عنهم وعن العالم أجمع.
بيتر ذكي، 22 سنة، أحد الزائرين الذين حرصوا على القدوم إلى الدير في أولى أيام فتحه، كانت السعادة على وجهه وإن أخفاها «الماسك» الذي يرتديه، بينما عيناه كانت متعلقة بصورة للشهيد «مار مينا» و«البابا كيرلس» على أحد حوائط مزار البابا كيرلس السادس، وكان يطلب منهما التضرع إلى الله لرفع الوباء عن العالم.
ويقول بيتر لـ«الوطن»، إنه حرص على القدوم برفقة أصدقائه للصلاة والتبرك، مقدمين طلبات إلى الله عند أجساد القديسين تخص أقاربهم ومعارفهم المصابين بكورونا، كي يشفيهم الله، ويطلبون رفع ذلك الوباء حتى تعود الدنيا لوضعها المعتاد ويتوافر وظائف له ولرفاقه من ذات السن من حديثي التخرج الذين تأثروا بشكل غير مباشر من ذلك الوباء.
وفي اليوم الأول، طغى حضور الأسر الصغيرة، فعلى غير المعتاد اختفت الحافلات الكبرى، وحضرت الأسر عبر سياراتهم الخاصة أو السيارات الأجرة التي لا تسع أكثر من 14 راكبا.
مينا نشأت، 37 سنة، مهندس مدني، أحد الزائرين برفقة زوجته وطفليه، يقول إن حضور الأسر في سياراتهم الخاصة، أمر طبيعي في ظل الظروف الصحية الراهنة، فهو رأى قدومه بسيارته أفضل من قدومه مع رحلة مكبرة كما اعتاد في السابق: «مبحبش آجي الدير سايق، ومتعودين نيجي نزور مع رحلة كبيرة عشان نندمج مع الناس، لكن الوضع الصحي صعب، والأفضل إننا نيجي مع بعض أسرة واحدة عشان منخطلتش بحد يكون حامل الفيروس».
وأشرف رهبان الدير، برئاسة الأنبا كيرلس إفا مينا، أسقف ورئيس دير الشهيد مارمينا الجائبي بمريوط، على تنفيذ إجراءات الوقاية من كورونا، من خلال إنشاء بوابات التعقيم، التي انتشرت على الأبواب الرئيسية للدير وباب المزار، إذ كانت وسيلتهم الدفاعية الأولى.
وانتشر عمال الدير في كافة أماكن الدير للتأكيد على ارتداء الكمامة، بينما حرص الدير على إغلاق المضيفة الخاصة بتقديم الطعام والمشروبات المجانية للزائرين، وذلك للحد من تجمعهم في مكان واحد قد يسبب انتقال عدوى الفيروس المستجد.
وقال الأنبا كيرلس، إن قرار الفتح جاء بمناسبة احتفال دير الشهيد العظيم مارمينا الجائبي بمريوط، بمرور خمسين عاما على نياحة مؤسسة القديس البابا كيرلس السادس، وتلبية لرغبة محبي القديس لأخذ بركته.
وأكد رئيس دير مارمينا، أن الدير بدأ في استقبال الزائرين منذ أمس الخميس، على أن تستمر الزيارات بشكل يومي، وتبدأ الزيارة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة السادسة مساء.
وأوضح أن الزيارة تقتصر على المزار فقط لأخذ بركة قديسي الدير، دون حضور القداسات، مطالبا بمراعاة أخذ الاحتياطات الاحترازية من ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وشدد على الامتناع عن المجيء للدير، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع - ولو طفيف - في درجة حرارة الجسم، أو سعال، أو التهاب بالحلق، أو أي أعراض تنفسية بأي شكل، لافتا لعدم السماح بالخلوات الروحية، سواء للآباء الكهنة أو الشباب.