الكنيسة تستعد لعمل الميرون المقدس أحد أسرارها السبع
البابا تواضروس خلال الميرون
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لإقامة طقس صنع زيت الميرون المقدس يومي 10-11 مارس المقبل، وذلك للمرة الأربعين في تاريخها، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة من مطارنة وأساقفة، وذلك بعد عام من تأجيلها نظرا لإجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، التي منعت إتمامها حسبما كان مقررا لها في منتصف العام الماضي.
البابا تواضروس يصنع الميرون للمرة الثالثة في عهده
وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن تلك هي المرة الأربعين التي يصنع فيها «الميرون» في تاريخ الكنيسة، والمرة الثالثة في عهد البابا تواضروس الثاني، حيث كانت المرة الأولى في عهد البابا عام 2014 والثانية عام 2017.
والميرون، كلمة يونانية معناها دهن أو طيب أو رائحة عطرة، ويعتبره «الأرثوذكس» سرا ينال به المعمد نعمة الروح القدس ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة، وهو يعد أحد أسرار الكنيسة السبع الذي يستخدم في تقديس مياه المعمودية، ورشم المعمدين، كما يُدشن به الكنائس والمذبح وأواني المذبح، وكان يستخدم قديما في تكريس الملوك، وسر «الميرون» لا يتكرر في حياة المسيحي إلا مرة واحدة.
طريقة صنع الميرون
وبحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يصنع «الميرون» من 27 مادة، على 3 مراحل، الأولى تقديس الميرون ثم طبخه ويتم إضافة الخميرة وهو جزء من الميرون السابق عمله، للزيت قبل توزيعه على الإيبارشيات والكنائس.
وأدخل البابا تواضروس الثاني، طريقة تقنية جديدة في صنعه بعيدا عن الطريقة التقليدية، وذلك عام 2014 ما تسبب وقتها في فتح باب الهجوم عليه، وتلك الطريقة تتمثل في استخدام الزيوت العطرية المستخلصة على أعلى درجات النقاء من المواد السبعة والعشرين التي تستخدم كمواد صلبة في معظمها في صنع الميرون، بهدف إخراج زيت الميرون خال تماما من الماء الذي يفسده، ومنع الهدر في الزيوت العطرية، وإعطاء جودة المزج لأنها زيوت تخلط مع زيت الزيتون بدلا من مسحوق مواد صلبة مع زيت الزيتون، كما أنّ الطريقة الجديدة تستهدف عدم تعرض الخلط لخطر الاحتراق لسبب ضعف التقليب وعدم انتظام سرعته، والاستغناء عن عمليات الطحن والنخل والمواقيد وأجهزة التصفية وعمليات التقليب المرهقة الطويلة، وعمل كميات أكبر لاحتياجات الكنائس في تدشين المذابح والأيقونات وأواني الخدمة.