هنا يرقد ضحايا مركب رشيد.. قصة لوحة على مقابر الصدقة عمرها 5 سنوات
مقابر موتى مركب رشيد
5 سنوات مرت على حادث غرق مركب رشيد، التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخصا، من جنسيات مختلفة، بينهم 52 شخصا مجهولين الهوية، كانوا شرعوا في الهجرة بطريقة غير شرعية، عبر سواحل البحر المتوسط، إلا أن الموج حال بينهم وبين سفرهم، بعدما ألقوا بأنفسهم بين أيدي لا تخاف الله، ويتاجرون بأرواح الناس في سبيل تحقيق الأرباح وجني الأموال، ولعل كل من يزور مقابر الصدقة بمدن ومراكز محافظة البحيرة يتذكرهم بالدعاء، وذلك بعدما تقع أعينهم على لوحة موجودة على مقابر جماعية، مكتوب عليها «هنا يرقد ضحايا مركب رشيد»، جرى دفنهم بها بعدما فشل ذويهم في التعرف عليهم.
وكأن الحادث بالأمس القريب، مشاهد غرق مركب رشيد مازالت عالقة بالأذهان، ولعل من يتذكرها أكثر، هم سكان مدينة رشيد الذين ظلوا على ساحل البحر المتوسط، حتى تم استخراج أكثر من 300 جثة غارقة، فمنذ 5 سنوات قبل الآن، قامت الأجهزة التنفيذية بالبحيرة، بدفن 52 جثة مجهولة الهوية من ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية برشيد، التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص من المصريين والأفارقة، وذلك بعد قرار النيابة العامة بدفن تلك الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن.
وحسب مصادر تنفيذية بالبحيرة، تم دفن جثث الضحايا بمقابر 11 مركز بالمحافظة، وهم دمنهور وإيتاي البارود والمحمودية وكوم حمادة ووادي النطرون والرحمانية وإدكو ورشيد وأبو المطامير وشبراخيت وكفر الدوار.
وتم تشكيل لجنة موسعة من مديريات الصحة والتضامن والوحدات المحلية المختلفة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لدفن الجثث، وراعت الأجهزة التنفيذية آنذاك الالتزام الكامل بالشروط والإجراءات القانونية والشرعية لدفن تلك الجثث المجهولة بمقابر الصدقة، التي تم تكفينها ونقلها بمعرفة الجمعيات التابعة لمديرية التضامن.
ويذكر أنه تم دفن 12 جثة بمقابر دمنهور، تحت إشراف جمعية المقابر بالتعاون مع قسم شرطة دمنهور، وفي هذه المقابر أكبر عدد من ضحايا غرق المركب المنكوبة، وفي باقي المقابر بالمراكز تم توزيع الجثث حسب الأماكن المتاحة وقتها.
ومنذ ذلك الوقت تم تعليق لوحات معدنية بالجثث المجهولة وترقيمها بشكل كودي، مع تصويرها مع وضع إطار من الرخام لمعرفة أماكن الدفن بشكل واضح.