مسعف يروي لـ«الوطن» تفاصيل نقل 100 مصاب كورونا إلى مستشفيات العزل
5 ساعات عصيبة أثناء نقل حالة للقاهرة.. وشاب يصر على مرافقة والده
ارشيفية
«أصعب حاجة على نفس الواحد عندما يشاهد زملاءه يتساقطون واحداً تلو الآخر، نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا»، بهذه الكلمات بدأ الشاب «رضا أ.»، البالغ من العمر 32 سنة، يعمل مسعفاً، حديثه عن الساعات العصيبة التي يمر بها يومياً، منذ بدء انتشار فيروس كورونا، في شهر مارس من العام الماضي، مؤكداً أن هذا ما حدث معه بالفعل، عندما أصيب 3 من زملائه بالفيروس مرة واحدة، لدرجة أن المخاوف بدأت تسلل إليه، وكان دائماً ما تساوره الشكوك في أنه قد يكون مصاباً بالفيروس دون أن تظهر عليه أي أعراض.
تحدث «رضا» لـ«الوطن» قائلاً: «أعمل مسعفاً منذ 12 سنة، منذ بداية جائحة كورونا في الانتشار، في شهر مارس الماضي، قمت بنقل حوالي 100 حالة إصابة إلى المستشفيات ومراكز العزل، العديد من الحالات التي لا يمكنني أن أنسى تفاصيلها»، مشيراً إلى أن من بين هذه الحالات سيدة قام بنقلها من محافظة دمياط إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى الكهرباء في القاهرة، في رحلة استغرقت 5 ساعات عصيبة، خلال شهر يوليو الماضي، وقال: «لك أن تتخيل أنك ترافق مصابة بكورونا حالتها خطيرة، وترتدي أكثر من بدلة، ولا تستطيع تشغيل التكييف في سيارة الإسعاف، حتى لا ينتقل الفيروس عبر الهواء، ودرجة الحرارة مرتفعة، وتكاد تختنق من هذا الوضع العصيب».
كما تحدث المسعف الشاب عن حالة أخرى لشاب في الثلاثينات من عمره، لم يكن يتخيل أبداً، في ذلك الوقت، أنه مصاب بفيروس كورونا، بالإضافة إلى شاب آخر أصر على مرافقة والده العجوز من مستشفى كفر سعد إلى مستشفى عزبة البرج، مشيراً إلى أنه وافق على صعود الشاب معهم في سيارة الإسعاف، بعدما ارتدى البدلة الواقية، وبعد تطبيق كافة الإجراءات الإحترازية الوقائية، خاصةً أن الشاب كان يصر على عدم ترك والده، كما أنهم لم يمكنهم إقناع الشاب بخطورة إصراره على مرافقة والده المصاب بالفيروس المستجد.
وتابع «رضا» بقوله إنه «منذ ظهور هذا الوباء، بت حريصاً كل الحرص على غسل ملابس العمل في مكان عملي، وقبل الذهاب للمنزل، منعاً لنقل الوباء إلى أفراد أسرتي»، مشيراً إلى أن لديه طفل لا يتجاوز عمره 3 سنوات، كما يحرص، فور وصوله إلى منزله، التوجه إلى دورة المياه مباشرةً، للاغتسال وتعقيم نفسه، قبل مخالطة أسرته، وأضاف أنه في كثير من الأحيان يضطر إلى البقاء في عمله لمدة 3 أيام متواصلة، لا يقوم خلالها بأي محاولة للاتصال مع أسرته، سوى بالهاتف، قبل وبعد نقل الحالة.
وفي ختام حديثه لـ«الوطن» حرص الشاب على توجيه رسالة للمواطنين، دعاهم فيها إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، وارتداء الكمامة، ومراعاة التباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات والزحام، لتقليل نسبة الإصابة بالعدوى، مع الالتزام بالتعقيم المستمر والنظافة الشخصية، وعدن الخروج إلا للضرورة القصوى.
أقرأ أيضا:-
«أحمد».. قعيد يبحث عن مصدر رزق بعد وفاة رب الأسرة في المنوفية