كيف واجه النبي محمد ظاهرة الفساد قبل 1442 عاما؟.. مفتي الجمهورية يجيب
د. شوقي علام مفتي الديار المصرية
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن التشريعات الإسلامية منذ أن جاء النبي مبعوثًا، كانت منظومة متكاملة لإيجاد الصلاح ومحاربة الفساد على كافة المستويات، كما عملت على تعميق الرقابة الذاتية عن طريق غرس القيم وإقامة العبادات على وجه التكليف، فيحدث عند الإنسان شعور بالمسؤولية ينطلق به للمجتمع، فيتعامل من منطلق هذه القيم.
وحول كيفية مواجهة النبي صلّ الله عليه وسلم للفساد في عصره قال فضيلته: إنه كان يقوم بنفسه بمهمة محاربة الفساد، ويطوف بالأسواق ليرى السلع ومدى جودتها، فأصَّل بذلك لمسألة الرقابة، فكان يسأل العمال عن مصدر أموالهم، فقد صح عنه صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه اسْتَعْمَلَ عَامِلاً، فَجَاءَهُ العَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَالَ لَهُ: «أَفَلاَ قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لا؟!».
كيف واجه النبي الفساد؟
وأردف مفتي الجمهورية قائلًا: وقد تابع الصحابة الكرام النبي صلّ الله عليه وسلم على هذا المنهاج، فها هو سيدنا عمر بن الخطاب يعيِّن الشفاء -وهي امرأة- مُراقبةً لحركة السوق وعرض السلع وضمانات جودتها فيما يُعرف بنظام «الحسبة»، الذي تطور الآن ليصبح موزعًا على عدة أجهزة رقابية في الدولة الحديثة.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الإسلام قصد لحفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وهي المقاصد العليا للتشريع الإسلامي، وبالحفاظ عليها يستقر المجتمع، أما إذا جرى الإخلال بها فقد يفسد المجتمع.
وثمَّن المفتي جهودَ الدولة ومؤسساتها الرقابية والتنفيذية التي تسعى بكامل طاقتها إلى تحقيق العدالة الاجتماعية في سبيل مكافحة الفساد، وقد اتخذت العديد من القرارات الجسورة التي من شأنها تحقيق قدرٍ أكبر من التوزيع العادل للمنافع والثروات.
القضاء على الفساد
أشار المفتي إلى أن الإسلام سن تشريعات وقائية وعلاجية من شأنها القضاء التام على الفساد بكل صوره وأشكاله، ونحن في حاجة ماسة لاتخاذ تدابير دولية أساسها الأخلاق تخص مسألة توزيع لقاح كورونا، مشيرا إلى أن التقصير في العمل والتقاعس فيه وأخذ الرشوة القليلة هو من الفساد، كذلك نشر المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي دون التثبت منها هو من الإفساد المجتمعي.