قاعدة تمثال ديليسبس.. شاهدة على بسالة فدائيي بورسعيد
قاعدة تمثال ديليسبس
اجتمع فدائيو بورسعيد عام 1956 على تحطيم تمثال دليسيبس بمدخل قناة السويس الشمالى لأنه كان مثالا للسخرة ورمزا للإحتلال الفرنسى الذى قتل مئات الآلاف من المصريين منذ بداية حفر القناة السويس وحتى العدوان الثلاثي، حينها نجح الفدائيون في إسقاط التمثال الذي جرى إنتشاله من مياه القناة ووضعه فى مخازن ترسانة بورسعيد البحرية، إلا أن قاعدته بقت واشتهر محيطها بكونه متنزه هام لأهالى المدينة والزائرين.
المنطقة شهدت تصوير عددا من الأفلام أبرزها فيلم «أبو العربي»، الذي اعتلت فيه الفنانة منة شلبى قاعدة التمثال للرقص عليها، ومؤخراعاد الجدل بشأن إعادة وضع التمثال على قاعدته مرة أخرى منذ إسقاطه على يد الفدائين فى القناة، إلى أن حسمت هيئة قناة السويس الجدل ونقلت التمثال ليلا عبر القناة إلى متحف الهيئة بالإسماعيلية، مؤكدة عودته مرة أخرى إلى بورسعيد.
اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، فاجئ أهالى المحافظة بقرار تطوير المنطقة المحيطة بممشى ديليسبس ولم يعلن بعد ملامح التطوير وهل للمحافظة نية فى عودة التمثال على قاعدته مرة أخرى أم نقله إلى حديقة مواجهة له يجرى إنشاءها أم تستمر قاعدته بدون التمثال أو وضع تمثال أخر عليها.
وقال البدرى فرغلي، القيادى العمالي، إن إعادة وضع التمثال خط أحمر ولا يليق بمن خان وتسبب فى هزيمة الجيش المصرى فى التل الكبير «ديليسبس»، أن يتم تكريمه: «تمثال دليسيبس، لم يتم إسقاطه عن القاعدة بل تم تدميره فى معركة سقط فيها الشهداء ببورسعيد وإعادة وضعه هو نفس الموقف الذى إتخده أنصار دليسبس فى الماضى ويعنى غياب الوطنية المصرية نهائيا وعودة التمثال يعنى العار لنا ولكل من يفكر فى هذا الأمر، فنظام مبارك رفض إعادة التمثال لأسباب وطنية فكيف نعيده الأن».
وأشار إلى أن جماعة فرنسية سعت منذ سنوات طويلة لإعادة التمثال لقاعدته منخلال تقديم عروض ومنح فرنسية للدولة مقابل عودة التمثال: «من يريد عودة التمثال عليه أن يذهب للمقابر ويسأل شهداء المدينة الذين أسقطوه ويسترجع كيف تعرضت البلد للخيانة، العالم يبحث عن تمجيد أبطاله ونحن نبحث عن تمجيد الخونة والهدف تلويث سمعة المدينة الباسلة للقضاء عليها بعد أن قضوا عليها إقتصاديا وإجتماعيا».
ويوضح المهندس علي الحفناوي نجل الدكتور مصطفى الحفناوي، المراجع القانوني لقرار تأميم قناة السويس الذي عهد إليه الرئيس جمال عبد الناصر في 25 يوليو 1956 أن يكون المستشار القانوني لأول شركة مصرية تدير قناة السويس: «أنا من الجيل الرابع لعائلتي الوطنية التي ارتبطت بتاريخ قناة السويس، وقاعدة ديليسبس شاهدة على تاريخ السخرة والإحتلال فجدي الأكبر، عبد الله الحفناوي، تم اقتياده ظلماً مع عمال السخرة لحفر قناة السويس عام 1861، بعيدًا عن قريته، وجدى لوالدتي، الشيخ على الغاياتي، نشر ديوان شعر اسمه وطنيتي، يضم قصيدة ضد مشروع مد امتياز قناة السويس، فحكم عليه وعلى محمد فريد وعبد العزيز جاويش بالسجن، فاستطاع الفرار إلى سويسرا حيث ظل منفيا، وأصدر جريدة منبر الشرق، من 1910 إلى 1937».
ويكمل: «والدي كمحامي، قضي عمره مجاهدًا على الساحات الدولية لإثبات حق مصر في استعادة قناة السويس، حتى تحققت نتيجة هذا الكفاح بصياغته لقرار تأميم شركة القنال، بطلب من عبد الناصر عشية إعلان التأميم».
وأكد أن ديليسبس لم يتعلم الهندسة ولم يتخصص في أي فن وإنما اشتغل بالسلك القنصلي بعد أن قضى سنة واحدة في مدرسة الحقوق وليس من التجني أن يوصف بالنصب والاحتيال، فقد سبق وصفه باللورد بلمرستون بمضابط مجلس العموم في سنة 1855، وصدر حكم القضاء الفرنسي نفسه بالسجن خمس سنوات والغرامة ضد فرديناند ديليسبس بتهم النصب والاحتيال والرشوة والتزوير، وهذه هي أمجاده، و يعترف ديليسبس بنفسه في كتاب منه إلى حماته بأنه يتسلط على الأمير محمد سعيد، منذ أن كان هذا الأخير في الثالثة عشرة من عمره، بالنساء والحشيش والليالي الحمراء.
ويحكى ديليسبس أنه أول من فتح باب القروض الأجنبية، وعقد صفقاتها في أيام سعيد وإسماعيل، وكان سمسارا جبارا في أهم تلك العمليات، هو رئيس لجنة التحقيق الأوروبية التي قضت على كيان مصر السياسي والمالي قبيل الاحتلال، وهو الذي خدع عرابي وأبعده عن القناة ثم فتح القناة للإنجليز وتسبب في مأساة التل الكبير
وأشار إلى أن بداية عصر ظهور التصوير الفوتوغرافي، قام بعض المصورين بالتقاط صور نادرة رغم تزامن العصر مع استمرار نقل المعلومات بالرسومات الفنية إلا أن الصور تمثل شهادة حية للوقائع دون تدخل خيال الرسام في إخراج اللوح الفنية.
وفي أرشيف شركة قناة السويس في فرنسا، ظهرت بعض الصور الفوتوغرافية لمراحل حفر قناة السويس، ويظهر بها عمال السخرة المستخدمين في الحفر، ما يكذب مقولة أن الشركة لم يجر استخدامهم في الحفر لأنه تم ميكنة العمل، فبعدما تولى الحكم، ألغى الخديوى إسماعيل استخدام السخرة في الحفر عام 1864ولكن كان قد بدأ الحفر عام 1859 في عصر محمد سعيد باشا، واستمر حتى وفاته في 1863، وعندما اضطر ديليسبس إلى جلب الآلات والماكينات، أحضر إلى مصر مئات العمال والفنيين من إيطاليا وفرنسا واليونان لتشغيل الآلات والحفارات.