«سيدات مصر» تطلق ندوة لتغيير النظرة السلبية عن الفتيات بكتب الأطفال
الكاتبة سماح أبوبكر
تنظم منصة ومبادرة «سيدات مصر»، ندوة نقاشية «أونلاين» يومي 26 و27 فبراير الجاري، تحت عنوان «من أجل سندريلا أخرى»؛ لمناقشة كيفية تغيير النظرة النمطية السلبية عن الفتيات.
ستقام الندوة عبر تطبيق «زووم»، وستذاع حصريًّا عبر بث حي في صفحة «سيدات مصر» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وسيشارك بها كوكبة من الكاتبات، وفنانات رسوم الأطفال، والناشرات، والمهتمات بأدب الطفل.
وتعد هذه الندوة انطلاقة لورشة إعادة كتابة القصص الخيالية لتعزيز المساواة بين الجنسين، والتي ستُعقد خلال شهر مارس المقبل.
وتهدف إلى تسليط الضوء على كيفية تغيير النظرة النمطية السلبية عن الفتيات، التي تتسرب لهن من خلال الحكايات القديمة، كما في حكايات الأميرات، وقصص ألف ليلة وليلة، والقصص الأخرى من التراث المصري في بعض حكايات الجدات، والأغاني المقدمة للأطفال؛ لأن الصورة التي يتم تقديمها يشوبها الكثير من الخلل.
تشارك في ندوة 26 فبراير، كاتبات الأطفال هديل غنيم، رانية حسين أمين، الكاتبة والناقدة دينا العبد، رسامة كتب الأطفال سحر عبد الله.
كما تشارك الدكتورة ريهام شندي باحثة في أدب الطفل، وعلم القرائية (تعلم القراءة والكتابة)؛ ونورا رشاد، ممثلة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر.
وتشارك في ندوة يوم 27 فبراير كل من الكاتبات سماح أبو بكر عزت، زينب مبارك، وسمر طاهر، والكاتبة والمحررة والمترجمة ميراندا بشارة، ورسامة كتب الأطفال سالي سمير، وأمل محمود ممثلة عن مكتبة ديوان وتدير الندوة الكاتبة رشا سنبل.
وستتناول الندوة أربعة محاور رئيسية هي: الافتتان بالمظهر، التحيز الجنسي، القيود على الفتيات، والتنازل من أجل الأخرين.
فمن حيث الافتنان بالمظهر، فقد عمقت قصة سندريلا وغيرها من القصص النظرة السطحية لمظهر الفتيات، فهي يجب أن تكون ذات مواصفات شكلية معينة، شعرها طويل، ناعم، وجسدها ممشوق، مما خلق جيل من الفتيات لا يقبلن أنفسهن كما هن، ذوات الشعر المجعد، ممتلئات القوام، السمراوات، او ذوات الاحتياجات الخاصة، كما أثرت على كثير من الفتية، بغرس تلك الأفكار النمطية عن الفتيات، وعن أنفسهم أيضا، يجب أن يكون الفتى قوي، شجاع، لا يبكي.
كذلك نرى التحيز الجنسي في كثير من الحكايات الخيالية القديمة، التي رسخت التمييز الجنسي بين الذكور، والإناث، فلو تخيلنا أميرات يرتدين دروع لإنقاذ الأمراء النائمين مثل: قصة الأميرة النائمة، والملوك يجلسون بجانب النوافذ يخيطون ملابس الأطفال، ويتمنون إنجاب فتية رائعي الجمال مثل: قصة بيضاء الثلج، وتمت مكافأة الشباب الطيب بالزواج من أميرات وحشيات كما في الجميلة، والوحش، سنتفهم وقتها ما مدى التأثير السلبي لتلك القصص، وخلق جنسين غير متكافئين.
ويعد ذلك بالإضافة إلى القيود على الفتيات والتي قدمتها كثير من القصص القديمة متمثلة في أن على الفتيات الانتظار حتى ينقذهن رجل ما، فعليهن الرضوخ الكامل، لا يستطعن تغيير أوضاعهن، مثل: الأميرة النائمة، وبياض الثلج. ومن خلال هذه القصص ترسخ القيود على الفتيات، فلا يُسمح لهن بغير الانتظار، لا تؤخذ أراءهن بجدية، والزواج هو الهدف الأساسي لهن، وهو الوسيلة الوحيدة؛ للحصول على حياة سعيدة.
أما المحور الرابع الذي تناقشه الندوة فهو التنازل من أجل الأخرين: قصة عروس البحر، التي تنازلت عن صوتها، وصارت أدمية من اجل ان تكون مع من تحب، لماذا على الفتيات التنازل، تجبر كثير من الفتيات على التنازل من أجل الأسرة، خاصة ذكورها.
وعن أسباب اختيارها هذه المحاور للمناقشة، شرحت الكاتبة رشا سنبل منسقة ومديرة الندوة قائلة، «الحقيقة اان هناك العديد، والكثير من السلبيات التي تُطرح من تلك القصص، وغيرها؛ لكننا حددنا تلك الأربع نقاط كبداية للحديث عن تلك العيوب، وتحديد كيفية إصلاح، وتغيير تلك المشاكل، والمفاهيم المغلوطة، من خلال إعادة تقديم القصص القديمة في صورة كتابات حديثة معاصرة تقلل الفجوة بين الجنسين».
وسيعلن في نهاية الندوة، مواعيد ورشة الكتابة المجانية، الأولى من نوعها لإعادة تخيل وصياغة قصص الأطفال الخيالية المألوفة لتواكب أطفال العصر الجديد، بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين لدى الأطفال.