محلل ليبي: تركيا اقتطعت من أموال المرتزقة لدعم الإخوان في الانتخابات
مرتزقة تركيا في ليبيا
لم تتوقف تركيا عن إرسال دفعات جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، في إطار استمرار الحكومة التركية بإرسال مرتزقة لهناك من الفصائل السورية المسلحة الموالية لها، حيث جرى تجهيز دفعة تضم العشرات وسيتم نقلهم إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.
وفي ديسمبر 2019، وقعت تركيا مذكرة تعاون في مجال الدفاع والأمن مع وزارة الداخلية في حكومة السراج في طرابلس، ومنذ ذلك الحين تشارك أنقرة مباشرة في الصراع الليبي، مستخدمة المرتزقة السوريين لتعزيز مصالحها في ليبيا.
من جانبه، قال الدكتور عادل الخطاب، المحلل السياسي الليبي، إن تركيا تعمل بفعالية على تجنيد المرتزقة السوريين، حيث تقدم راتبا قدره 2000 دولار، بالإضافة إلى الجنسية التركية.
وأضاف لـ«الوطن»: «جرى التأكيد للمسلحين بأنهم لن يشاركوا في الأعمال العدائية والهجومية، ولكن فقط لحراسة المنشآت التركية في ليبيا، ومع ذلك، بعد وصولهم إلى الأراضي الليبية، اكتشف المرتزقة حقائق بعيدة عما تم الإتفاق عليه مُسبقا، فبدلا من حراسة المنشآت التركية، تم إرسالهم إلى خطوط المواجهة الأمامية لمحاربة قوات الجيش الوطني الليبي التي دخلت الأحياء الجنوبية من طرابلس، في الواقع، ظهرت خسائرهم على الفور، حيث ظهرت أولى الوفيات الموثقة لمسلحين سوريين في ليبيا في أوائل يناير 2020».
وتابع: «واجه أعضاء المجموعات المسلحة مشاكل تتعلق بظروف المعيشة ودفع الأجور التي وعد الأتراك بتقديمها، وبحسب مقاتلي المرتزقة، من أصل ألفي دولار، لم يحصل المقاتل العادي حتى على النصف، كما أن قائد الوحدة القتالية يأخذ مبلغ 200 دولار من هذه النصف أيضا، وتبيّن أن هذا هو السبب في قيام عناصر من جماعات المرتزقة الموالية لتركيا بعمليات سطو مسلح وسرقة ، مطالبين بالمال الموعود في أكثر من مناسبة في إحتجاجاتهم التي وصلت حد التظاهر داخل معسكراتهم».
وأوضح أنه من المحتمل أن السبب الحقيقي لعدم دفع الأموال المطلوبة يكمن في تجاوزات تركيا مع مندوبين إخوان ليبيا في المنتتدى الذي عقد في جنيف، حيث أرادت تركيا أن ترى ممثلين عن «الوفاق» في السلطة، ولا سيّما وزير داخلية حكومة السراج فتحي باشاغا، لذلك تم استخدام أموال كانت مخصصة لدفع رواتب المرتزقة السوريين مقابل التصويت لصالح مرشحين من حكومة الوفاق.
واختتم حديثه: «وعدت تركيا المرتزقة السوريين بسداد الديون فور فوز المرشحين المدعومين من قبل الأتراك إلى الحكومة، لكن باشاغا المدعوم تركيا خسر في التصويت».