تحولت إلى بيئة فاسدة لتعاطي المخدرات، وممارسة الأعمال المنافية للآداب، هكذا أصبحت الوحدة الصحية البيطرية في قرية شبراريس بمركز شبراخيت، التابعة لمحافظة البحيرة، إلى بيئة مكان مهمل وموبوء، وذلك بعدما أصابت جدرانها التشققات والتصدع، وهو ما يعني أن المبنى أصبح آيل للسقوط في أي وقت، أما سجلاتها الرسمية والأدوية الطبية، حُرقت بسبب الإهمال.
باب مخلع وشرب مخدرات
تتكون الوحدة الصحية من طابقين آيلان للسقوط، ويقول حسين النجار أحد سكان القرية: «الوحدة مبقتش وحدة، الأرض بقيت مخلعة والطوب متكسر والشبابيك إزازها واقع، والأسقف بقيت على الحديد، وواقعة، وكل ده بسبب الإهمال، ومفيش حد بيهتم بيها، واتحولت لكارثة، متعاطين المخدرات بيجوا عشان يشربوا فيها بالليل، وبنسمع أصوات لستات معاهم، وحاجة منتهى قلة الرباية، وحشة جدا، إحنا بلد فلاحين مش متعودين على كده».
ويسكن «حسين»، إلى جانب الوحدة الصحية، وكان يستفاد كثيراً من التواجد المستمر للأطباء داخل الوحدة، قبل تعرضها للإهمال: «أنا بسمع أصوات بالليل، وبشوف شباب طالعين وواخدين معاهم ستات، بس أنا راجل كبير في السن، مقدرش ادخل واعترض، وهما في حالتهم، بيكونوا شاربين مخدرات ممكن حد يؤذيني وأنا مش قدهم».
ووفقا لـ«حسين» جمع عدد من السكان المتضررين، وتقدموا بشكوى منذ عدة أيام إلى الحي، حتى يساعدهم في التخلص من هؤلاء الأشخاص السيئون، إلى جانب إعادة ترميم الوحدة، وإصلاحها وعودة عملها مرة أخرى.
بنسمع أصوات وحشة
يؤكد أحمد العطار، من أهالي القرية، أنه يرى حقن وبعض زجاجات الخمر، ملقاة على الأرض: «الطابق التاني بتاع الوحدة ده مهمل جدا، أكتر من الأول فبشوف الشباب بالليل بتطلع عليه، ومعاهم حاجات بيتعاطوها، ده غير أني بسمع أصوات للستات، ده غير أن معروف عندنا في الفلاحين أن اللي بيحط القش ده على الأرض، بينام عليه ويريح، بيحصل حاجة وحشة بس محدش مننا قادر يوقفهم عند حدهم».
ويشعر سكان القرية بحزن شديد بسبب فساد البيئة الخاصة بالوحدة، وأصبحت غير مؤهلة لعلاج الحيوانات، ويضطرون إلى علاج الحيوانات على نفقتهم الخاصة، وأدوية الحيوانات مرتفعة الثمن، وخارج عن مقدور الفلاحين، وهذا ما أكده «العطار»: «الجاموسة دي رأس مال الفلاح مننا، يعني لما تمرض وتموت، معناها إن الفلاح ممكن ميلاقيش ياكل، ويبيع هدومه».
ويستغيث «العطار» بمسؤولي القرية، لمساعدة السكان على إعادة إصلاح الوحدة، وإنقاذها من الفساد الذي أطاح بها: «أقل علاج للجاموسة بيتكلف بين 500 و1000 جنيه، والفلاحين غلابة، ده غير أن الحيوانات مبقتش بتاخد التطعيمات بتاعتها، عشان مفيش وحدة صحية بقالنا كام سنة على الحال ده».
وبعد عدة شكاوى من الأهالي إلى مسؤولي الحي عن تضررهم، صدر قرار لإزالتها إلا أنه لم يتم تنفيذه: «بقالنا 20 سنة على الحال ده، وبنطالب وزير الزراعة ينقذنا».
تعليقات الفيسبوك