أب يختفي دوره وأم تفقد سيطرتها.. تربويون عن كثرة الإنجاب: مستقبل ضائع
كثرة الإنجاب في الأسر الفقيرة
لا يلتفت عدد كبير من الأسر التي تفضل الإنجاب الكثير إلى أن الزيادة السكانية تضر مستقبل أبنائهم من الناحية التعليمية والتربوية، إذ يصعب على الأسرة تقديم الخدمة التعليمية الجيدة لأطفالها، مع عدم القدرة على متابعتهم وتوجيه سلوكياتهم إلى ما يفيد، وذلك لعدة عوامل وأسباب مختلفة.
ويوضح خبراء تربويون وتعليميون المشكلات التي تسببها كثرة الإنجاب، من الناحية التعليمية والتربوية للأبناء، وذلك في حديثهم لـ «الوطن» في حملتها التوعوية «2 بس علشان ياخدوا حقهم»، للتعريف بخطورة الزيادة السكانية، وأهمية تنظيم الأسرة.
تربوي: الزيادة السكانية تعيق تطوير التعليم
قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التعليمي والتربوي، إن الزيادة السكانية من العوائق الكبرى التي تقف أمام الدولة، وتجعلها غير قادرة على تقديم الخدمات المختلفة من الصحة والتعليم وغيرها بشكل أمثل، بسبب التهامها للمصادر، وهو ما يعيق بناء مدارس جديدة، وتقديم خدمة تعليمية جيدة، خاصة في ظل وجود عجز في عدد المدارس مقارنة بالكثافة السكانية في مصر، على الرغم من الجهود التي تقوم بها الدولة من الناحية التعليمية.
وأضاف «حمزة» أن كثرة الأطفال في بيت واحد تجعل الآباء غير قادرين على تربيتهم بشكل سليم، أو السيطرة على سولكياتهم، ويفقد ولي الأمر قيمته كقدوة كبيرة بسبب انشغاله في البحث عن مصادر الدخل، لمحاولته سد احتياجات الأسرة، وكذلك الأم التي تفقد السيطرة على أبنائها بسبب تربيتها لهم وحدها.
حمزة: كثرة الإنجاب يضيع حق الأبناء في تعليم وتربية سليمة
وأشار إلى أن التربية والتعليم الجيد تجعل الأطفال قادرين على مواجهة مشكلات العصر والتعامل مع الآخرين، وإكسابهم مهارات ذاتية خاصة من خلالها يكونوا أشخاصاً مسؤولين، فضلا عن تنمية قدراتهم في مجابهة سوء العمل مستقبلا، وذلك يتحقق في حالة تقديم خدمة تربوية سليمة في المنزل، لافتًا إلى أن ذلك يصعب تحقيقه في الأسر الكبيرة.
شحاتة: الأسر الفقيرة تستغل أبنائها لجني الأموال
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن السعادة في الأسرة الصغيرة، لأن الأب والأم مسؤولين عن بناء الأسرة وتوفير التعليم والصحة والمسكن والمأكل الجيد، والموازنة بين دخلها وعدد أفرادها على أساس توفير حياة كريمة لأفرادها، باعتباره مطلب ديني وإنساني، وهو ما يصعب تحقيقه في الأسر الكبيرة.
وأوضح شحاتة، أن زيادة النسل ارتبط بالفقر والجهل، بسبب استخدام الآباء أبنائهم كأدوات إنتاج، للحصول على الرزق والمال من خلال تشغيلهم، وذلك لأن الزوج لا يجد وسائل استمتاع أو رفاهية سوى إنجاب الأطفال، كما أن الأسرة غير المتعلمة لا تعرف الموازنة بين الدخل وتوفير حياة كريمة لأبنائها، لذلك يكثر الإنجاب في البيئات العشوائية والفقيرة اقتصاديًا.
وذكر أن ولي الأمر غير المتعلم لا يهمه مستقبل أبنائه أو تعليمهم ولا تكون له أهداف سوى إنجاب الأطفال بغرض المتعة، وهو ما يتسبب في خلق أجيال لم تجد التربية السليمة أو التعليم الجيد ولا تعرف شيئًا عن السلوكيات الحميدة والأخلاق.
كانت جريدة «الوطن» قد أطلقت حملة واسعة لدعم خطط وقف الزحف السكاني تحت شعار «2 بس.. علشان ياخدوا حقهم».