بريد الوطن.. أنا وأنت وأشواك الورد (قصة قصيرة)
بريد الوطن
كان يجلس ذات يوم بمقر عمله مهموماً بما آل إليه وضع زوجته، وحينما قصّ على صديق له ما جرى، أخبره صديقه بأمر مُعالجة روحانية كانت سبباً فى شفاء كثير من الحالات التى وقف أمامها الطب عاجزاً، وأنها أيضاً تتمتع بأمانة لا حد لها، ولا تُغالى فى أجرها مهما استفحلت العلّة وتفشى الداء.
فى المساء كان أمام فيلا نادين سحاب بالمهندسين، وبعد مراسم الاستقبال أعطته بطاقة تحمل هويتها، وأخبرته بأن يأتيها فى الغد، إلا أنه ظل صامتاً، وقلبه يعتصر حزناً ولوعة، وراح يرجوها بكل غالٍ ونفيس ألا تؤجّل الموعد إلى الغد، فالأمر جد خطير، وبعدما رأته «نادين» على تلك الحالة، دعته ينتظر لحين تبديل ملابسها لترافقه إلى حيث منزله.
حينما وصلا معاً إلى ممر الحديقة المُفضى إلى حيث فيلته، رأت «نادين» بقايا أزهار الأستر بألوان مختلفة بيضاء وحمراء، قالت بصوت لا يخلو من غضب: «من الذى يُشرف على الحديقة؟»، أجابها: «هى.. وكانت تجلس قُبالتها بالساعات». فصرخت به دون اكتراث لأمره: «ماذا فعلت بها؟ لقد قتلتها بدم بارد، تلك الزهور التى تراها ما هى إلا رسائل منها إليك»، نظر إلى «نادين» وقد اعترته الدهشة: «كيف لى أن أُصدّق شخصاً باع قصة حبنا بلذة عابرة سرعان ما يخبو لهيبها لتصبح بعد النار رماداً؟».. «الموت أهون من العيش فى كنف الخائنين». ثم صمتت نادين سحاب ولم يعد يُسمع سوى صوت النحيب.
أشرف غازى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com