في الساعة السابعة ونصف صباحا، تصل امرأة ثلاثينية مكان عملها مرتدية زيها الأبيض وفي يدها علبتها المحتوية على اللقاحات المستخدمة ضمن الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال من أجل تسجيل بداية يومها، ولا تمر لحظات حتى تبدأ رحلتها اليومية من أجل إنقاذ حياة الآلاف من أطفال محافظة كفر الشيخ، لكن الصدفة قادتها في يوم ما أن تستقل «عربة كارو» للذهاب إلى قرية نائية ملتقطة صورة توثيقية جعلتها عرضة للتنمر على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
الممرضة «أسماء» تروي كواليس الواقعة
أسماء سعد، البالغة من العمر 33 عاما، والممرضة بوحدة «العقولة» الصحية بإدارة الرياض التابعة لكفر الشيخ، ذهبت الاثنين الماضي إلى قرية نائية تبعد عن الوحدة العاملة بها من أجل تطعيم طفل واحد، ولم تكن هناك وسيلة مواصلات مما جعلها تسلك الطريق على قدميها برفقة زميلتها حتى قابلت الحاج «مسعد» بعربته الـ«كارو» المتواضعة، والذي صمم حينما رآها أن يوصلها إلى المكان المنشود، بحسب ما روت لـ«الوطن».
«زميلتي كانت مركبة مسامير وراحت على رجلها».. بهذه الكلمات وصفت الممرضة الأرملة التي تعول طفلين بمفردها ما واجهته رفيقتها خلال إحدى جولاتها، لافتة إلى أنها تستمر في التجول بالقرى منذ الساعة السابعة ونصف صباحا وحتى 5 مساء.
وعندما استقلت «أسماء» عربة الكارو كان عليها التقاط صورة من أجل توثيق عملها اليومي ووضعتها على المجموعة المشاركة بالحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال؛ لتتفاجأ بنشرها على إحدى صفحات المحافظة وعليه كتابة بعض التعليقات غير اللائقة والتنمر عليها والسخرية منها بسبب ركوبها «كارو» مما دفعها للرد، فيما حاول البعض شكرها لما تفعله من أجل إنقاذ صحة الأطفال.
وعادة ما تعتمد الممرضة الثلاثينية على وسائل المواصلات المتنوعة من أجل التنقل بين القرى المختلفة لتطعيم الأطفال.
تعليقات الفيسبوك