ما الحكمة من إسراء النبي لبيت المقدس قبل العروج للسماء؟.. الإفتاء توضح
دار الإفتاء - صورة أرشيفية
يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج، ليلة 27 من شهر رجب، وهي إحدى معجزات النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، حيث أكدت دار الإفتاء المصرية في تقرير لها أن الإسراء والمعراج من آيات صنيع الله تعالى بحبيبه ومصطفاه محمد وهي جليلة القدر، عظيمة الشأن، موصولة التوكيد لحقيقة رعاية الله وعنايته بالذين يلتزمون أمره.
وأضافت الدار: الإسراء الذي قارب الله فيه بين جوانب الأرض بدءا من المسجد الحرام بمكة وانتهاء بالمسجد الأقصى في الأرض المقدسة من بلاد الشام، وفي الميقات الزماني اليسير الذي تفيده كلمة «ليلا» بما يعنيه إفرادها وتنكيرها وتنوينها، فقد اتسع مع كل ذلك للإسراء والمعراج جميعا بقدر ما اتسعت آية صدر سورة الإسراء لكل ما ذكرت من أمر الحدث الكبير والغاية التي أرادها السميع البصير منه في حيز لا يشغل من مصحفك غير سطرين اثنين.
أعاجيب الإسراء
ولا تنتهي أعاجيب الإسراء التي عرضها القرآن مرة واحدة في السورة التي تحمل اسمه ولم يتكرر ذكره إلا بما قال الله تعالى: «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس»، وهي إشارة تؤكد أن الإسراء كان رؤيا عين، ولم يكن شيئا رآه في نومه صلى الله عليه وسل.
وأوضحت الدار أن الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس قبل العروج إلى السماء: إرادة إظهار الحق؛ لمعاندة من يريد إخماده، لأنه لو عرج به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى السماء، لم يجد لمعاندة الأعداء سبيلا إلى البيان والإيضاح، فلما ذكر النبي أنه أسري به إلى بيت المقدس سألوه عن تعريفات جزيئات من بيت المقدس كانوا رأوها، وعلموا أنه لم يكن رآها قبل ذلك، فلما أخبرهم بها حصل التحقيق بصدقه فيما ذكر من الإسراء إلى بيت المقدس في ليلة، وإذا صح خبره في ذلك لزم تصديقه في بقية ما ذكره، فكان ذلك زيادة في إيمان المؤمن، وزيادة في شقاء الجاحد المعاند».
الإسراء والمعراج
وكان ابن عطية الأندلسي قد روى عن ابن إسحاق أن الصديق قيل له صبيحة الإسراء «إن صاحبك يزعم أنه جاء البارحة بيت المقدس وانصرف منه، فقال: إن كان قال ذلك فقد صدق، قيل له: أتصدقه قبل أن تسمع منه؟ فقال: أين عقولكم؟ أنا أصدقه بخبر السماء، فكيف لا أصدقه بخبر بيت المقدس، والسماء أبعد منه بكثير؟».
وحديث الإسراء والمعراج من القرآن الكريم والسنة المطهرة قد سار في الناس مسير الشمس بعد ورود الإسراء نصا كما عرفت، وما يستريب في أمر المعراج عاقل، وتواترت الأحاديث الصحيحة عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأنه عرج به من المسجد الأقصى حتى جاوز السموات السبع.