تساؤلات كثيرة ومتكررة حول مدى شعور الميت بالأشخاص الزائرين إلى القبور، خاصة في ظل حرص عدد كبير من أحبائهم الذين فارقوا الحياة وتركوا الحزن في قلوبهم على زيارتهم، ما يدفعهم للبكاء عند ذهابهم إلى المقابر، ليكون السؤال المحير، هو هل يتسبب بكاء الزائرين في تعذيب الميت من عدمه.
هل البكاء يعذب الميت عند زيارة القبور؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، على تساؤل أحد الأشخاص عن حكم البكاء عند زيارة القبور، قائلة: «زيارة القبور جائزة للرجال والنساء»؛ فعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» أخرجه مسلم في «صحيحة» وأبو داود في «سننه» واللفظ له.
وأضافت: البكاء عند زيارة القبر جائز؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ» أخرجه مسلم في «صحيحة».
وبناء على ذلك، فإن مجرد البكاء عند زيارة القبور جائزٌ ولا حرج فيه، ولكن لا يجوز التلفظ بالألفاظ التي تخالف الشرع الشريف ما فيه إظهار للجزع أو الاعتراض على القدر.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الميت يشعر بمن يزوره من أهله بل ويرد عليهم سلامهم وأقاويلهم، وفقا لما رواه النبي- صلى الله عليه وسلم-: «من مرَّ على قبر أخيه، أو على قبر رجل كان يعرفه في الدنيا، فسلم عليه، فإنه يرد عليه السلام، ويعرفه».
وأوضح «عاشور»، أن الحياة في القبر حياة برزخية، تختلف عن حياة الدنيا والآخرة، كما ورد في الحديث النبوي، أن القبر هو أول مراحل الآخرة، فالميت إما أن يكون في حالة ضيق، أو في حالة سرور، فيكون الميت في حالة استشعار، وذلك على حسب الأعمال التي عملها، وكل هذا من الأمور الغيبية التي لا دراية لنا بها، لأن علمها عند الله، فهي غيبية، ولا نتكلم في هذه الأمور إلا بالأدلة النقلية، وهي ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
تعليقات الفيسبوك