رحلة كتبها القدر عليهم يقطعون ساعات يوميا من أجل العلاج ولا يعرفون ما إذا كانوا سيعودون إلى بيوتهم أم يستريحون في طرقات الشوارع منهكين ومتعبين تسري في أجسادهم آلام مبرحة مثل النيران يتمنون معها الخلاص من مصيرهم، ذلك هو حال أطفال مرضى السرطان الذين حرموا من الفرحة مبكرا، لينتهي بهم الحال في فراش المرض بالمستشفيات.
مأساه يومية يعاني منها أطفال السرطان مع أسرهم الذين يسافرون من مختلف محافظات مصر في رحلة شقاء داعين الله أن يمن عليهم بالشفاء، ومن أجل تخفيف المعاناة عنهم قرر مجموعة من الشباب المتطوعين أن يطلقوا مبادرة «بيت العيلة» لاستضافة مرضى الأورام مجانا.
تحكي راندا سمير أحد مؤسسي «بيت العيلة» بطنطا، أن الفكرة كانت بالاشتراك مع مجموعة من الشباب حيث تطوعوا معا في إحدى الجمعيات الخيرية «كنا بنروح مستشفى الأروام ونعمل حفلات للأطفا، وشوفنا أد إيه هما بيعانوا لما بيسافروا كذا يوم ورا بعض وكمان مكبيقاش معاهم فلوس تكفي أنهم يباتوا أو يروحوا حتى».. من هنا ولدت فكرة شملت في داخلها رحمة وإنسانية بمدينة طنطا.
«بدأن تنفيذ الفكرة من أسبوعين وأجرنا مكان سميناه بيت العيلة علشان المريض وأسرته يحسوا أنهم وسط أهلهم».. كلمات فسرت بها «راندا» سر اسم المكان، وهو مخصص لاستضافة الأطفال مرضى السرطان الذي يأتون من محافظات وأماكن بعيدة إلى مستشفى السرطان بطنطا لأخذ العلاج، ويحتوي على أسرة وألعاب وتلفيزيون وكل ما يلزم لراحة الأطفال.
تروي مؤسسة «بيت العيلة»، أن المكان معتمد بشكل ذاتي على تبرعات الأهالي والمجهود الخاص، ويتسع لـ6 أطفال ومرافقيهم من الأمهات، ويتم تتقديم به وجبات كاملة مخصصة لحالتهم فطار وغذاء وعشاء والإقامة مجانية تماما طوال فترة جلسات العلاج،«تواصلنا مع مستشفى علاج الأورام والسرطان وعرفنا إن في ناس رحبت بالفكرة لأنهم مبيلاقوش مكان يقعدوا فيه»، وفق حديث «راندا» لـ«الوطن».
فور الإعلان عن الفكرة وطرحها عبر «فيسبوك»، سارع الكثيرون من الأهالي بتقديم يد المساعدة عبر التبرعات النقدية أو العينية، بالإضافة إلى المواد الغذائية المختلفة واللحوم بأنواعها «احنا في مرحلة التجهيزات النهائية وهيكون في شيفتين في المكان واحد الصبح وواحد بليل وهو شغال يوميا ما عدا الجمعة بيكون لغاية الساعة 6، وافتتاحه هيكون الأسبوع الجاي».
تعليقات الفيسبوك