4 أطفال في عمر الزهور يعيشون بمفردهم، فعلى الرغم من وجود الأب والأم بينهما، لكنهما لا يضيفان الكثير في حياة أطفالهم، أم ترقد على فراش المرض تعاني من شلل أطفال وعدة أمراض في القلب والرئة، وأب يرقد على السرير المقابل لها مصابًا بضمور في الأعصاب ولا يقدر على الحركة، وحولهما أطفالهم لا حول لهم ولا قوة.
«هنا وريماس وهاني وليندا»، أربعة أطفال لا يعرفون اللعب ولا الشقاوة، كبروا بين أب وأم مريضين لا يقويان على الحركة، عرفوا طريقهم مبكرًا للمعاناة وتحمل المسئولية، الابنة الكبرى «هنا»، 10 سنوات، هي أكثر من تحمل هم والديها وأشقائها الثلاثة، تصحو مبكرًا تعمل على ترتيب المنزل والقيام بكافة الأعمال التي كان من المفترض أن تقوم بها الأم، ثم تبدأ في العمل كممرضة لوالديها: «بعد ما بغسل المواعين وأنضف البيت، بحضر لهم الأكل والشرب وبديهم الأدوية، وبساعدهم في الاستحمام لأنهم مش بيقدروا يتحرك من مكانهم».
«هنا» في الصف الرابع الإبتدائي، بمدرسة حانوت الابتدائية بمركز زفتى في الغربية، لم تذهب هذا العام إلى المدرسة بسبب ضيق المعيشة: «ببقى محتاجة مصروف أجيب بيه ساندويتشات وأركب لحد المدرسة، وبابا وماما مش معاهم فلوس، السنة دى مرحتش إلا مرة واحدة يوم الامتحان المجمع، ومعرفتش أجاوب عشان مرحتش المدرسة طول التيرم ولا معايا كتب ولا فاهمة الدروس».
«ريماس» في الصف الثاني الإبتدائي، تعاني من نفس مشكلة شقيقتها وهي عدم الذهاب للمدرسة لعدم وجود مرافق ولتوفير تكلفة التنقل، و«هانى» في الصف الأول الإبتدائي، على الرغم من أنه تجاوز السادسة من عمره فإنه لا يتكلم، بالكاد ينطق كلمتان «بابا وماما»، وبسبب ارتفاع تكلفة جلسات التخاطب، يظل الطفل في البيت عاجزا عن الكلام، تماما مثل عجز والديه عن الحركة.
تبقى الطفلة الرضيعة «ليندا»، وعمرها عام، والتي ترعاها شقيقتها الكبرى «هنا»، فهي بالنسبة لها أما بديلة، تحملها وتهننها وتربت على ظهرها وتنام في حضنها، بينما يظل الوالدان ساكنان على سريرهما يتابعان أطفالهم بنظرة عين.
تعليقات الفيسبوك