بعد 32 عاما مع ضمور العضلات.. «دعاء» تعود للحياة بالرسم و«الهاند ميد»
دعاء
دعاء محمد السيد، البالغة من العمر 32 عاما، إحدى المصابات بمرض ضمور العضلات، تروي قصتها مع المرض ومعاناتها منه، واحلامها معه، لـ«الوطن» قائلة: ولدت لأب وأم أقارب من عائلة واحدة، ولم يكن بين أفراد أسرتي أي مصاب بمرض ضمور العضلات، حتى أنا، كنت طبيعية إلى أن صار عمري 3 سنوات، وعندها بدأت حالتي تسوء شيئا فشيئا، أمي كانت تقول إني في هذا العمر، كنت أمشي مستندة على عكاكيز، ولكن مع دخولي المرحلة الإعدادية، بت استخدم الكرسي المتحرك.
تقول دعاء: «للأسف مرضي تسبب في عدم استكمالي للتعليم، ووجدت نفسي تحت تأثير حبي للتعليم، أمارس الرسم بالقلم، ربما كنت رسوماتي هي أحلامي، وتطور الموضوع حتى صار حلمي هو أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة، فأسرتي التي قررت حرماني من مواصلة تعليمي، كان مبررها أن محل إقامتي سيكون بعيدا عن محل دراستي، وهو ما جعلني أعاني، وأشعر بحقيقة مرضي الذي كنت أقاومه، رغم أن والدي خشى من أن أتعرض للضرر أو تسوء حالتي أكثر، حال سافرت وأقمت بعيدا عن الأسرة».
وعن قصتها مع الرسم، تقول دعاء: بدأت رحلتي مع الرسم منذ الصغر، حيث استخدمت كافة الأدوات، لتخرج موهبتي إلى النور، بدأت الرسم باستخدام القلم، وعرفت كيف ارسم بالفحم والزيت والباستيل والخشب، كما صممت مشغولات يدوية «هاند ميد»، ومؤخرا شاركت في معرض «أولادنا» لذوي الاحتياجات الخاصة، و معرض «تراثنا»، وكذلك معرض «دافنشي»، كما شاركت في عدة مسابقات فنية، وحصدت المركز الأول فيها.
وعن الصعوبات التي تواجهها تقول دعاء: «للأسف كنت أضطر إلى تأجير سيارة خاصة لاستقلالها في كل مرة أشارك فيها في معرض»، لكنها تشير إلى استيائها مما هو الأسوأ، بتفاجئها بوقف معاش وتكافل الخاص بها دون سبب معلوم، لكنها تحلم الأن بوظيفة حكومية ثابتة تلتحق بها، وأن تحظى بتعيينها ضمن فئة الـ5%.
تقول دعاء عن حلمها في التعيين: «منذ 15 عاما وأنا أبحث عن وظيفة حكومية دون جديد، كما ظللت لسنوات لا أخرج من المنزل نهائيا، إلا فقط قبل 3 سنوات، حينما قمت بشراء كرسي متحرك، وعندها تنفست الصعداء مجددا، وقلت لقد عدت إلى الحياة مجددا بعد عذاب ومعاناة لسنوات طويلة لم أكن أخرج فيها سوى حالة للذهاب إلى طبيب، ولكن مع عملي في صناعة منتجات «الهاند ميد» بدأت اتلمس مجددا الحياة الطبيعية.
وتختم كلماتها قائلة: «قررت أثبت نفسي في المجال الذي أعشقه كثيرا، فلم أجد نفسي في مجال آخر غيره».