أمامنا أقل من مائة يوم على الجريمة الإثيوبية الجديدة التى تتعمّد حكومة آبى أحمد ارتكابها ضد الإنسانية.. إنهم يجاهرون بغطرسة المعتدى الآثم بأنهم سيقومون ببدء الملء الثانى لسد العطش الإثيوبى على النيل الأزرق فى يونيو القادم!
كانت نتائج ملء السد فى مرحلته الأولى العام الماضى صادمة، وأدّت إلى غرق وتشريد ما يزيد على ثلاثة ملايين من الأشقاء السودانيين والإثيوبيين، وأغرقت المياه مليونين من البيوت والمحال التجارية، فضلاً عما يزيد على 12 مليون فدان مزروعة فى إثيوبيا والسودان ومصر.. والغريب أن نحو 69% من الخسائر فى إثيوبيا، ولم يفهم آبى أحمد وحكومته رسالة السماء والنيل إليهم، ويصرون على تكرار الجريمة البشعة مع الملء الثانى للسد دون موافقة أو تنسيق أو إبرام اتفاق قانونى مُلزم مع السودان ومصر.
ويبدو أن الـ100 يوم القادمة سوف تشهد واحداً من أربعة سيناريوهات متوقعة:
الأول: أن تنجح دبلوماسية القاهرة والخرطوم فى تغيير مواقف الدول الداعمة للسد والاعتداء الإثيوبى، والمتمثلة فى شركات تحمل جنسيات إسرائيل والصين وروسيا والإمارات والسعودية والكويت وأمريكا.. وينجح الاتحاد الأفريقى فى منع إثيوبيا من بدء الملء الثانى للسد منفردة، وتأجيل الملء إلى ما بعد إبرام اتفاق قانونى يُرضى كل الأطراف ويحافظ على حياة البشر والشجر والمخلوقات الطبيعية والبيئة.
الثانى: أن تندفع حكومة آبى أحمد فى ملء السد منفردة وتقتل البشر والحياة كما سبق وقتلت شعبها حين قتلت وشرّدت مئات الآلاف من التيجراى.. وهذا السيناريو سيترتب عليه سقوط ملايين القتلى وانتشار المآسى والآلام الإنسانية، وهى طعنات قاتلة للضمير الإنسانى الحى، وستترتب على ذلك هزيمة سياسية وسحب كل التأييد عن إثيوبيا المعتدية.. وتوجيه الاتهامات بالتهاون فى قتل البشر إلى كل من فشل فى طريق التفاوض، ولكن بعد فوات الأوان.
الثالث: أن يتعرّض محيط أو أرض أو مبانى السد والحاجز خلفه إلى إشكاليات فنية طبيعية أو مفتعلة تمنع بدء الملء الثانى مؤقتاً، مما يفتح الباب لاستمرار التفاوض ويحفظ ماء الوجه لكل الأطراف مؤقتاً ودون حل الأزمة.
الرابع: أن تضغط إثيوبيا بالتعنّت والمكابرة والإهانات والغطرسة وإهدار القوانين، فيندفع الشعب فى مصر والسودان ليقاوم هذا العدوان بطرق مُتعدّدة وغير مسبوقة ولا تلتزم بالأُطر المستهلكة.. وفى هذا السيناريو نتوقع أن ينضم الشعب الإثيوبى إلى المصرى والسودانى لوقف جرائم آبى أحمد ضد النيل والإنسانية.
ندعو الله بالخير للبشر.. والله غالب..