سنوات طويلة قضاها طارق زهران، في عمله مديرا لفرع أحد مطاعم وجبات الدجاج المقلي العالمية، يمارس عمله بشغف وحب، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، فبعد تفشي جائحة كورونا ما كان من الشركة إلا أن ردت الجميل لموظفيها بتصفيتهم من العمل؛ لتقليل الخسائر المادية عليها، وكان من بينهم «طارق» الذي خرج بسر المهنة، عازمًا على بدء مشروعه الخاص.
طبيعة العمل في المطاعم الشهيرة شاقة جدًا، حسبما ذكر «طارق» في حديثه لـ«الوطن»، خصوصا المطاعم المتخصصة في الوجبات السريعة، حيث يعملون يوميًا لمدة 16 ساعة دون توقف، أو إجازات في الأعياد، أو مراعاة لظروف الطقس السيئ والسيول، أو أي اعتبارات تخص مناسبات شخصية مهمة، حتى أن العطلة الأسبوعية يمكن إلغاءها في أي وقت بسبب ضغط العمل، ومع ذلك لم تقدر الشركة مجهود عامليها، يقول طارق: «مع أول أزمة مشونا وحتى ما خدناش حقوقنا».
بعدما ترك الشاب ذو الـ30 عامًا، والمقيم في شبرا، عمله مجبرًا، لم يقبل بأن يكون أسيرًا للحزن والاستسلام، فبدأ على الفور في مشروعه الخاص مستغلا خبرته الواسعة ومعرفته بسر المهنة والخلطة وطريقة والعمل وطبخ الدجاج والتعامل مع الماكينات الحديثة، ليدشن جروب على موقع «فيسبوك» وقناة على «يوتيوب»؛ لتقديم الإرشادات والشرح الوافي لأصحاب المطاعم الصغيرة، وتوجيههم إلى طريقة العمل الصحيحة في هذا المجال، بمساعدة زملائه من الذين تركوا العمل معه.
لم يكتف الأب لطفلة صغيرة عند هذا الحد، بل أنشأ مع زملاءه مكتبًا في شبرا، منذ 3 أشهر، للإشراف على المطاعم الصغيرة والمنشأة حديثًا، التي ليس لديها خبرة المطاعم العالمية، في خلطة الطعام والطهي وإدارة العمل، فضلا عن تدريب العمالة، وهو ما حظي بتفاعل كبير من أصحاب هذه المطاعم، ليصبحوا مسؤولين عن تشغيل 4 مطاعم حتى الأن، بفريق عمل مكون من 15 فردا، وتابع له 50 عاملا موزعين على مطاعم مختلفة.
وينتظر «طارق» وفريقه إطلاق أول مطعم من سلسلتهم الخاصة، بعد نجاح سبقه عمل بعضهم على «تكاتك» وفي مقاهي بعد ترك وظيفتهم إجبارًا، وعدم وجود مصدر آخر للرزق، مضيفًا أن شركة المطاعم التي كانوا يعملون بها تواصلت معه مرة أخرى للعودة إلى العمل، بعد أن شاهدوا عمله على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه رفض محاولاتهم بشدة.
تعليقات الفيسبوك