«الصين بريئة».. السلالة الأوروبية لكورونا المسؤولة عن الإصابات في مصر
فيروس كورونا
بعد أكثر من عام على انتشار الجائحة بالعالم أجمع مصر، تعكف مختلف المراكز البحثية للتوصل بشأن تفاصيل ظهور فيروس كورونا بها وسبل مواجهتها، لتظهر أحدث الدراسات بالبلاد أن «سلالة ووهان» بلد منشأ الفيروس، بريئة من إصابة الغالبية العظمى ممن طالهم الوباء في البلاد.
السلالة الأوروبية هي الأكثر انتشارا بمصر
وأكدت دراسة أجرتها مستشفى قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، بالتعاون مع مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، وعدد من الجهات المسؤولة في الدولة، بعد فحص عينات المصابين من الأطفال والبالغين، أن السلالة الأوروبية هي الأكثر انتشارا بمصر.
وأوضحت الدراسة التي أوردها المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بمصر وأجريت مطلع 2021، أن المصابين بسلالة ووهان 19A أقلية، وأن الأكثر انتشارا في مصر، هي السلالة المطابقة لسلالات ظهرت في أوروبا 20 B.
وأضافت أن السلالة الأوروبية انتشرت بنسبة 97% من الإصابات في مصر، وهي الموجودة في دول أوروبية كبرى مثل إنجلترا وفرنسا، وأن 3% فقط ممن شملتهم التحاليل في مصر أصيبوا بالسلالة الصينية التي ظهرت في ووهان وهيمنت على التفشي الأول لفيروس كورونا.
سمات السلالة الأوروبية واختلافها عن الفيروس الصيني
يعتبر الفيروس الصيني هو أساس المرض، ولكن مع انتقاله عبر البلدان تحور التكوين البروتيني له وبات ذلك هو الأكثر انتشارا، لتكون السلالة الأوروبية هي الشكل الجديد له والمنتشرة بمصر والعالم خلال الفترة الماضية إبان الدراسة، وفقا للدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة.
وأضاف الحداد، لـ«الوطن»، أن السلالة الصينية ساهم في تقييدها الإجراءات الاحترازية التي فرضتها بكين، وتختلف عنها الأوروبية فيما يخص التركيب البروتيني لها، مشيرا إلى أن الأمر ما زال قيد البحث، إلا أن وفقا لتلك الدراسة فإن الصين ليس المسؤولة عن الإصابات بمصر.
وتابع أن السلالة الأوروبية أكثر قدرة على الانتشار والقوة، وتتشابه مع الصيني في الأعراض والسمات، ولكن أبرز تأثيراتها هي المشاكل في العين والأذن والجلد، لافتا إلى أنه من الممكن أن تتضح لها صفات أخرى مستقبلا لم تكن ملحوظة في الدراسات المقبلة.
وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور حسني سلامة، أستاذ الفيروسات وأمراض الجهاز الهضمي، أن الاختلاف بينهم يكون في السلالة وفئة التحوير، حيث تختلف الأوروبية عن الطور الأول، كونها أكثر فتكا وتسبب أضرارا بالغة بالجهاز الهضمي، وهو أبرز أعراضها.
ولفت سلامة إلى أنه مع مرور الوقت تتحور السلالات وتحل مكان الطور الأول، بعد تغير الجينات، لتكون السلالة الجديدة معدية أكثر وسهلة الانتشار عن النوع الأول، لذلك يجب أن يختلف التطعيم من سلالة لأخرى.
وأوضح أن نتائج الدراسة تعد مؤشرا لفعالية الإجراءات التي نفذها البلاد، حيث ظهرت لأول مرة في فبراير 2020، لتتخذ قيودا سريعة لمنع انتشارها، ولكن ظهرت بها السلالة الأوروبية نتيجة الزيارات بين البلاد والقارة، لأفراد مصابين وحاملين للفيروس، قبل ظهور تحاليل الإصابة والمسحة.