أهل الفتوى.. هل يبطل صيام من نام أكثر اليوم في نهار رمضان؟
دار الافتاء
تشتكي العديد من الأمهات من أبنائها الذين يقلبون يومهم في شهر رمضان، فينامون طوال نهار يوم رمضان ويسهرون طوال الليل، ولا يقومون بأداء واجباتهم خلال الشهر بحجة الصوم، وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها هل يبطل صوم من نام أكثر اليوم في نهار رمضان؟، حيث قالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء: «النوم أكثر النهار في رمضان لا يبطل الصوم، بل لو نام الصائم النهار كله فصومه صحيح، إلا أنه يكون قد فوت على نفسه فضلا».
واستشهدت أمانة الفتوى فى فتواها، بقول الإمام النووي في «روضة الطالبين وعمدة المفتين» (2/ 366): [وَلَوْ نَامَ جَمِيعَ النَّهَارِ صَحَّ صَوْمُهُ عَلَى الصَّحِيحِ الْمَعْرُوفِ]، وقال الإمام ابن قدامة في «المغني» (3/ 116): [النَّوْمُ لا يُؤَثِّرُ فِي الصَّوْمِ، سَوَاءٌ وُجِدَ فِي جَمِيعِ النَّهَارِ أَوْ بَعْضِهِ] اهـ.
رأي المالكية
وأوضحت أمانة الفتوى: «لكن عدّ المالكيةُ الإكثارَ من النوم في نهار رمضان من المكروهات؛ قال العلامة الحطاب في «مواهب الجليل في شرح مختصر خليل» (2/ 415): [(فَرْعٌ): مِنَ الْمَكْرُوهِ.. الْإِكْثَارُ مِنَ النَّوْمِ بِالنَّهَارِ، نَقَلَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ وَابْنُ جُزَيٍّ] اهـ».
ثواب الصائم
وتابعت: «لا شك أن ثواب الصائم على قدر مشقته في الصوم؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الحاكم في »المستدرك».
وأكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء، أنه ينبغي للصائم أن يشتغل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم حتى يجمع في صيامه عبادات شتى، والإنسان إذا عوَّد نفسه ومرنها على أعمال العبادة في حال الصيام سهل عليه ذلك، وإذا عوَّد نفسه الكسل والخمول والراحة صار لا يألف إلا ذلك وصعبت عليه العبادات والأعمال في حال الصيام.