يشتركان معًا في أكل العيش في محل حلاقة، بمدينة الرياض بالسعودية، الأول هو أحمد سمير، والثاني سليمان الجمبري، وفي شهر يونية الماضي، دخل «سليمان» في نوبة مرض شديدة، جعلته يدخل المستشفى على إثرها، حيث كان يعاني من ارتفاع شديد في السكر وجلطات في المخ، وخلال وجوده في المستشفى وقع «أحمد» على ورقة «سند الأمر»، والتي تعني إلزامه بالمصاريف الموجودة داخل المستشفى الذي احتجز به صديقه المريض.
القصة بدأت في شهر 6 الماضي
يحكي «أحمد»، لـ «الوطن»، تفاصيل مرض صديقه الذي لم يتركه طوال فترة مرضه، موضحًا أن القصة بدأت في شهر 6 الماضي مع شعور صديقه بآلام شديدة في البطن، وبعدما ذهب إلى المستشفى تم احتجازه ودخوله للعناية المركزة، ليعيش آخر أيامه في الغربة وحيدًا في مستشفى ببلد غير بلده، مضيفًا: «قبل سليمان ما يدخل المستشفى كان لازم حد يمضي ضامن عشان المستشفى يضمن حقه، وماكنش عندي أي مشكلة إني أوقع على أي حاجة، لأن كل همي وقتها ازاي أنقذ حياة صاحبي».
حالة «سليمان» تزداد سوءا
شهر يمضي تلو الآخر، وتزداد حالة «سليمان»، سوءًا عن اليوم الذي يسبقه، إلى أن أكد الأطباء أنه في آخر أيام حياته، ويعيش الآن على الأجهزة فقط، وبعد قضاء 6 أشهر في المستشفى، وجد «أحمد» أن حساب «سليمان» تخطى المليون و100 ألف ريال، جميع تلك الأموال مطلوب سدادها من «أحمد»، باعتباره الموقع على «ورقة السند».
وفي شهر 12 الماضي، توجه «سليمان» إلى مدينة المنصورة في مصر، حيث محل إقامته، ولم يعش سوى عدة أيام حتى لقى حتفه، واستمرت أزمة «أحمد»، المطالب بدفع أكثر من مليون ريال سعودي، سدد منها 500 ألف ريال بالفعل، وبقي عليه 600 ألف ريال آخرين، وبعد مفاوضات مع المستشفى تم تخفيض 50% من المبلغ، وبقى 300 ألف ريال، واستقرت المفاوضات في النهاية على دفع الصديق 150 ألف ريال سعودي.
جدعنة المصريين مع «أحمد»
يروي «أحمد»، أنه صبر حتى خرج حكم من المحكمة بضرورة دفع 150 ألف ريال سعودي للمستشفى، مشيرًا أن الجالية المصرية كانت تتابع الأمر من البداية، وفي يوم الخميس الماضي، قام أحد أفراد الجالية، بمطالبة المصريين بضرورة جمع المبلغ، ورفع رقم الحساب المراد إرسال عليه الفلوس، على الجروب الرسمي للجالية المصرية في السعودية.
10 ساعات فقط هي المدة التي احتاجها المصريون ليجمعوا 150 ألف ريال من بعضهم، وأنقذوا «أحمد»، من مصير السجن، ليلقنوا العالم درسًا كبيرًا في الجدعنة.
تعليقات الفيسبوك