تركوا وطنهم منذ سنوات طويلة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، حيث امتلأت القاهرة بالسوريين والفلسطنيين، وكثيرين غيرهم من الدول الأخرى، وأقاموا في المدن الجديدة خاصة في مدينة الشيخ زايد، لدرجة أن هناك شارع في منطقة الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، يسمى «شارع السوريين»، ومع دخول رمضان، تحتضهم الأجواء في مصر، فتنسيهم غربتهم التي الحزينة.
أيوب: مصر أكتر دولة بتهتم برمضان
منذ ما يقرب من 10 أعوام، ويعيش أيوب عبدالباسط، 21 عامًا، في مدينة الشيخ زايد بمصر، بعدما جاء رفقة أسرته عام 2012 قادمًا من سوريا، بعد ثورات الربيع العربي، وحضر رمضان في 9 أعوام فقط، أحس فيهم المعنى الحقيقي لرمضان، وعرف قيمته وروحه الطيبة التي تسود الشوارع.
إذ يحكي «أيوب»، عن الفارق في شهر رمضان بين مصر وسوريا، لافتًا أن المصريون يستعدون جيدًا للشهر الكريم قبل أن يأتي بشهر كامل، فعند إقترابه تنتشر الزينة في مكان ووسطها «فانوس» كبير تزين أنواره الشارع.
يروي «أيوب»، أنه قضى 12 عامًا فقط في سوريا، ويتذكر جيدًا الطقوس التي كانت تفعلها العائلة، إذ أنهم يقومون بتنظيف البيت كاملاً 30 مرة في الشهر، استعدادًا لوقت الفطار المقدس عندهم، مشيرًا أنه رغم ذلك فرمضان في مصر له طابع خاص، فهو يرى أنها أكثر دولة في العالم تهتم بالشهر المبارك.
إيهاب: شوراع القاهرة بتخرجني من الوحدة
بعد 17 عامًا قضاها إيهاب توفيق، الشاب الفلسطيني، أتى مصر في عام 2017 رفقة أهله، اللذين عادوا إلى وطنهم بعد عامين فقط، وظل هو في مصر، إذ يحكي أنه أول عامين لم يشعر بالغربة بسبب وجود أهله معه، ولكن بعد ذلك أصبح الأمر صعبًا عليه بسبب وحدته، ولكن تلك الوحدة ينساها فور نزوله إلى شوارع القاهرة، فهو حسب وصفه يحس بالألفة والونس عندما يرى الزينة، أو سمع أصوات الأغاني القديمة، مؤكدًا أيضًا أن مصر هي أكثر دولة اهتمامًا بشهر رمضان.
وتحدث «إيهاب» أيضًا عن الطقوس التي كان يفعلها في فلسطين، تلك الطقوس التي لم ينسها طوال حياته، فهناك كانت شوارع الكنائس تزينها «فوانيس رمضان»، وطوال الـ 30 يومًا يتجمع الأقارب يوميًا في كل بيت يلمهم جميعًا، مضيفًا: «في فلسطين أهم حاجة إننا طول الشهر جنب بعض، يعني في الـ 30 يوم لازم يوميًا نكون عند حد».
تعليقات الفيسبوك