«الحاجة أم الاختراع» صدقت هذه المقولة مع ابنة الإسكندرية التي دفعتها حاجتها للساعات الكبيرة في ظل توقف الاستيراد إلى تصنيعها في مصر، ولم تكتفِ بذلك بل أصبحت أول صانعة ساعات حائط بأحجام كبيرة غير معتادة كما تقول عن نفسها، ووصلت شهرتها للعالمية فأعجب العديد من الأجانب بالساعات التى تصنعها الإسكندرانية وخاصة في دولتى روسيا وإيطاليا، ويحرصون دائما على نسخ صور تلك الساعات لينفذوا مثلها في بلادهم.
«الحكاية بدأت من سنتين بكورسات أون لاين»، بهذه الكلمات بدأت تروي هايدي حسين، مصصمة وصانعة أكبر الساعات حجما، لـ«الوطن» حكايتها مع صناعة الساعات الكبيرة، موضحة أن الأمر بدأ حينما كانت تبحث عن ساعة حائط تضعها في بيتها تتميز بلمسات فنية من الصعب العثور عليها بسهولة ولهذا لم تجد ضالتها، خاصة أن استيراد تلك الساعات كان متوقفا حينها.
ودفع الاحتياج خريجة كلية الآداب قسم علم النفس لتوفير الحل البديل للاستيراد ألا وهو التصنيع والابتكار، فلم تجد أمامها بديلا لحل تلك المشكلة والحصول على ساعة بذوق يرضيها سوى أن تصنعها بنفسها، متابعة: «فبدأت أصمم ساعات وبمقاسات كبيرة الـ giant wall clock، بخامات خشب وماكينات تايوانى وبيوصل طول العقرب فيها لـ64 سم».
وتواصل: «ومش بس كدا في ساعات صممتها وصنعتها بقطر حتى 100 سم متر، أما أقل ساعة في الحجم كان قطرها 80 سم».
عادة بعض التفاصيل البسيطة للغاية إذا اجتمعت سويا تكون شيئا جميلا، ولكن لم يتوقع أحد أن يصل الإبداع إلى هذه الصورة الجميلة، وهو ما ينطبق على الساعات التي تصممها وتصنعها ابنة محافظة الإسكندرية، والتي تجذب كل من ينظر إليها وتحصل على إعجابه بل ويحاول تقليدها، وتنشر أعمالها الفنية في الساعات الكبيرة عبر صفحات البراند الخاص بها Vintage House، المتخصصة في فن تعتيق الخشب والمرايات، على مواقع التواصل الاجتماعي«حسبما تشير».
كما تؤكد «هايدي»، التي عملت لفترة بتصميم الديكور، أن مصر في الفترة الأخيرة تميزت بشكل كبير في تلك الصناعة، منبهة: «موديلاتى مش موجوده في أي مكان لأنها تصميمات خاصه بيا، أنا مبقلدش حد، ولما بنزلها على Pinterest «موقع لنشر وتحميل الصور»، بيدخلولى الأجانب الروس والايطالين وينبهرو بشغلى، وبيعملو للصور save علشان يعملو زيها».
وتوضح أن أكثر صعوبة واجهتها في تلك الصناعة، كانت في إيجاد العقارب الكبيرة، وظلت تبحث عن سبيل لتوفيرها إلى أن وصلت إلى المستورد وحصلت منه على الكميات التي تحتاج إليها، وبدأت تصمم الإطارات الخشبية بالشكل الذي يناسبها.
تعليقات الفيسبوك