بجانب عدة كتب دراسية وأوراق الجودة والتحضيرات العديدة التي يجريها بالإدارة التعليمية، بعد أن أنهى عمله بها، أفرد مساحة فارغة على مكتبه الذي تتوسطه صورة لـ«السيد المسيح»، ليخرج مجموعة ملونة من الورق المقوى واللاصق والمقص، ليمكث أكثر من ساعتين ليصنع مجموعة من فوانيس شهر رمضان الكريم، ليحملهم ببهجة على يده التي طُبع عليها «الصليب»، ليمنحهم كهدايا للأطفال المسلمين.
رياض إسحق: عملتهم في ساعتين علشان حسيت أن بهجة رمضان غابت عن الأطفال بسبب كورونا
رياض إسحق رياض، موجه الجودة بإدارة الفشن التعليمية جنوب بني سويف، حرص قبل بداية شهر رمضان المبارك، على إسعاد الأطفال بطريقة مختلفة، بعد أن بدد وباء فيروس كورونا المستجد البهجة بينهم وبالقرى التي يتفقدها، ما أشعره بالحزن لاختفاء مظاهر رمضان وزينة الشوارع ببعض ربوع بني سويف، ليبادر بنفسه بإعادتها.
عكف موجه الجودة بإدارة الفشن التعليمية جنوب بني سويف، قبل يومين من رمضان، بنفسه على صناعة 15 فانوسا من الورق المقوى الملون، لمدة ساعتين، لتوزيعها على المدرسة التي كان سيتفقدها في اليوم التالي، لتصادف أن تكون مدرسة الشهيد رمضان جدامي بقرية تلت، حيث اختار الطلاب الملتزمين بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات والتعقيم، برفقة مديرها أحمد إبراهيم.
«ابتسامة الطفل وفرحة الطلاب بالدنيا، حسيت إني مبسوط من جوايا».. بلهجة صعيدية خالصة، أبدى المعلم الخمسيني سعادته الشديدة برد فعل الطلاب، حيث كان هدفه هو نشر البهجة بينهم، قبل ساعات من بداية شهر رمضان، رغم فيروس كورونا، بالإضافة لتشجيعهم على الالتزام بالإجراءات الوقائية.
الموجه القبطي: اخترت الطلاب الملتزمين بالإجراءات الاحترازية.. وفرحتهم أسعدتني
يعتبر رياض إسحق إن تلك اللافتة الإنسانية منه هي أمرا «عاديا»، وفقا لحديثه لـ«الوطن»، كون المسلمين والمسيحين نسجا واحدا متماسكا في مصر، ولا يوجد تمييز بناء على الدين في قلب الوطن، حيث يحرص الطرفين على تبادل التهاني في مختلف المناسبات باستمرار، قائلا: «محستهاش حاجة مختلفة، إحنا بنتعامل بحب مع بعض وعمرنا ما فرقنا بين مسلمين ومسيحين وده اللي حبيت أزرعه جوة الأطفال، وهدفي كان ابتسامتهم اللي بتأثر في نفسي».
كما يفكر في تكرار تلك التجربة مرة أخرى بين مدارس مختلفة بتوزيع الفوانيس على الطلاب، والاستعداد لنشر البهجة والسعادة بطريقة مختلفة خلال المناسبات القادمة.
بينما يرى أحمد إبراهيم، مدير المدرسة، أن لافتة موجه الجودة كان لها مردودا إيجابيا كبيرا بين تلاميذ المدرسة، حيث سادت بينهم السعاة والبهجة باعتباره تكريما لهم، فضلا عن أن ذلك غرس فيهم قيم المواطنة وروح المحبه بين نسيج الوطن الواحد.
تعليقات الفيسبوك