الجرام بـ 1500 جنيه.. «الشابو» كيف الأثرياء وكلمة السر في مجزرة الفيوم
استخدم في الحرب العالمية الثانية لإبقاء الجنود مستيقظين لفترات طويلة
الجرام بـ 1500 جنيه.."الشابو" كيف الأثرياء وكلمة السر في مجزرة الفيوم
«الشابو.. الكريستال ميث.. الشبو.. الآيث.. الثلج الأبيض.. الكوارتز جلاس».. تعددت الأسماء وفي النهاية المخدر واحد، ذلك النوع الذي انتشر في مصر حديثاً، وهو أحد أشكال مادة «الميثامفيتامين»، ويتخذ شكل البلورات الصغيرة بيضاء اللون.
وانتشر "الشابو" خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان في يد الجنود ليتمكنوا من الاستيقاظ لفترات طويلة، كما تم استخدامه لعلاج الاكتئاب ونقص الانتباه وفرط الحركة والتخسيس.
وقال أحد أطباء المتخصصين في علاج الإدمان، رفض ذكر اسمه، أنّ مخدر «الشابو»، كما يشتهر في مصر له أضرار كثيرة وخطيرة، ولكن يُقبل الشباب عليه لأنّهم يشعرون بالمتعة والإثارة في بداية تعاطيه، لذلك لا ينظرون إلى أضراره التي تصل إلى الوفاة.
وأضاف أنّ الشابو يبدأ في تدمير جسد المُتعاطي منذ أول لحظات دخوله للجسم، خصوصاً أنّه سريع الإدمان حيث يدمنه الشخص منذ أول مرة يتعاطاه فيها، وأشار إلى أنّ تناوله يتم بعدة طرق إمّا عن طريق الاستنشاق من الأنف مثل «البودرة»، أو تدخينه مع السجائر، أو الحقن أو البلع.
وأوضح أنّ المخدر عرف طريقه إلى مصر بالتهريب من دول الخليج وبسبب تأثيره السريع وزيادة الإقبال عليه، ارتفعت أسعاره بشكل كبير حتى أصبح «كيف الأثرياء» حيث وصل سعر الجرام الواحد منه إلى 1500 جنيه، مُضيفاً أنّ قرية «برديس»، بمحافظة سوهاج هي الأكثر شهرة في بيع «الشابو».
وبيّنّ أنّه بسبب ارتفاع سعر «الشابو»، يشترك عدد من المتعاطين في الجرام الواحد ويتناولونه عن طريق الحقن، لذلك يصاب معظم مدمني الشابو بـ «الإيدز»، كما أنّه يصيب المتعاطي بفقدان الوزن والشهية والتشنجات القوية والتقلب المزاجي ونوبات غضب حادة، وهلوسة سمعية وبصرية، لذلك يرتكب مدمنوه العديد من الجرائم البشعة دون شعور مثلما حدث في واقعة مجزرة الفيوم التي قتل شاب خلالها زوجته وشقيقتها وطفله وأصاب حماته وطفليه الآخرين.
ولفت إلى أنّ مُتعاطي «الشابو»، يُصابون بفقدان الذاكرة، والسلوك العدوني، فضلا عن الإصابة بالذهان، وتدمير خلايا المخ، والقلب، لذلك يتسبب في إنهاء حياة الكثير من الأشخاص، كما أنّه يدمر الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والمشاعر، لذلك يتسبب في إصابة المتعاطي بالكثير من الأضرار النفسية مثل العصبية والعنف والسلوك العدواني والأرق وفرط النشاط وجنون العظمة وهياج نفسي وحركي، ونزع الجلد بدون شعور.
وكشف أنّ أعراض الانسحاب خلال علاج المدمن هي أصعب مرحلة، ونظراً لكونها أكثر المراحل ألماً نفسياً وجسدياً فإنّ معظم مدمني الشابو يهربون من المصحات قبل استكمال البرنامج العلاجي ويعودون للإدمان مرة أخرى لذلك يجرى علاج المدمن بإحدى طريقتين هما طرد السموم بدون ألم بواسطة الأطباء المتخصصين، حيث يجرى تطهير الجسم من السموم دون الشعور بأي ألم باستخدام العقاقير الطبية التي تخفف آلام أعراض الانسحاب.
وتابع أنّ الطريقة الثانية في العلاج هي سحب السموم السريع عبر طرد السموم خارج الجسم ليتم تطهير الجسد من آثار المخدر خلال ساعات قليلة، وبعد ذلك يجرى تأهيل المتعافي نفسياً وسلوكياً لكي يتمكن من العودة للحياة بشكل طبيعي مرة أخرى، مع متابعته بعد خروجه من المستشفى لضمان عدم العودة للتعاطي مرة أخرى.
وكان شاب يدعى عمرو الربعاوي، أطلق النيران على زوجته وأسرتها مما أدى إلى مقتل زوجته وشقيقتها وطفله الصغير، وإصابة حماته وطفليه بطلقات نارية، وذلك بسبب ترك زوجته منزل الزوجية بعد هروبه من مصحة علاج الإدمان لكونه مدمن لمادة «الشابو»، المخدرة.
وهرب عمرو الشهير بـ "سفاح الفيوم" عقب ارتكاب جريمته، وخلال محاولة ضبطه أطلق النيران على قوات الشرطة، ولقي مصرعه خلال تبادل إطلاق النيران، كما استشهد العميد محمد عمار زناتي قائد قوات الأمن المركزي خلال المعركة.
ويكثف ضباط مباحث مركز شرطة سنهور، حملاتهم الأمنية لضبط تجار «الشابو»، بقرية فيديمين عقب ارتكاب تلك المجزرة، حيث تم القبض على عدد منهم، وتستمر الحملات حتى إلقاء القبض عليهم جميعاً.