«ماهيتاب» خدت الثانوية وهزمت السرطان: كنت باحفظ 5 كلمات فى ساعتين
ذكريات حلوة ومرة مرت على ذهن ماهيتاب أيمن، وهى تتسلم جائزة تفوقها فى شهادة الثانوية العامة وهى عبارة عن أسهم فى قناة السويس سلمها لها الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم؛ فشراسة الورم الخبيث الذى لحق بالمخ لم يقضِ على أملها فى الحياة، فتمردت على كل شىء بدايةً من الكرسى المتحرك، وحتى الجراحة الدقيقة التى خضعت لها فى يوم عيد ميلادها الـ16.
■ كيف كانت حياتك قبل اكتشاف المرض؟
- طول عمرى متفوقة دراسياً وفنياً، وحياتى كانت مليانة بحاجات حلوة ومهمة، حتى فى الصيف كنت باصحى من بدرى، وباركب مواصلات وأروح المدرسة لممارسة النشاط الصيفى فى الرسم والموسيقى، وبعدما أرجع البيت أتغدى وأنزل تانى عشان أروح قصر ثقافة الطفل.
■ كيف اكتشفتِ حقيقة مرضك؟
- وأنا فى الصف الثانى الثانوى عام 2011 حسيت بزغللة فى العين، وعرفنا من الدكاترة أن السبب ورم سرطانى كبير من الدرجة الرابعة فى عمق المخ، من بعدها بدأت رحلة الشقاء، خضعت لعملية وفضلت فى غيبوبة لمدة 21 يوماً، وبعدها خضعت لـ30 جلسة إشعاع و6 جلسات كيماوى.
■ هل فقدتِ الأمل أثناء هذه التجربة القاسية؟
- طول الوقت عندى أمل فى ربنا لكن فى النهاية أنا بشر، ساعات كنت باتخنق لما آخد دروسى الخصوصية وأذاكر على طبلية فوق السرير، وكان صعب عليّا أقعد ساعتين عشان أحفظ 5 كلمات إنجليزى والمحصلة أحياناً بتكون صفر، إحساس مؤلم إنك تكون دايماً محتاج لمساعدة الغير، كفاية إنى كنت باطلب من أختى «يمنى» اللى عندها 4 سنين تناولنى كتاب وأقعد أوصف لها شكله.
■ وماذا عن دور والدك ووالدتك؟
- عندى أم وأب ساعدونى فى كل حاجة، كانت أمى تكتب لى الأسئلة والإجابات بسبب ضعف إيدى، وأبويا بيذاكر لى، والحمد لله كل عائلتى كانت تمنح لى الأمل فى بكرة، بخلاف الأطباء اللى تعاطفوا مع حالتى وتبنوها، والمعلمين اللى ساعدونى بشتى الطرق، لدرجة أن منهم من كان يمتنع عن أخذ فلوس الدروس.
■ هل فوجئتِ بتكريم الوزير؟
- دائما كنت أؤمن بمقولة للداعية مصطفى حسنى هى «الرضا بالموجود بعد بذل المجهود»، وأنا دلوقتى حاسة بالرضا لأنى قدمت كل اللى أقدر أقدمه فى ظل ظروفى الصحية، وبالتأكيد تكريم الوزارة أسعدنى، خاصة مكافأة أسهم قناة السويس لأنى كنت ناوية أشترى أسهم علشان نفسى أشوف مصر اللى بنقرأ عنها فى الكتب.
■ يبدو من كلامك أنك ملمة بالأحداث السياسية التى تمر بها مصر؟
- رغم مرضى كنت باحاول أفهم اللى بيجرى فى البلد، وفى رحلة علاجى فى الإسكندرية كنت أعيش فى مربع سكنى مجاور لمديرية الأمن، وعمرى ما حسيت بالخوف رغم الانفلات الأمنى، ودايماً كنت باقول اللى نجانى من الغيبوبة ينجينى من أى شىء.